- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

” ساندي” يضرب إنتخابيا ؟

نجاة شرف الدين

في الوقت الذي كانت فيه كافة وسائل الإعلام  الأميركية منشغلة بتغطية الحملات الرئاسية الإنتخابية لمرشحي الحزب الجمهوري ميت رومني  ، والحزب الديمقراطي باراك أوباما، قبل أسبوع على موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في السادس من تشرين الثاني ، ضرب إعصار ” ساندي ” الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية ، وقلب إهتمام الإعلام كما إهتمام المرشحين ، لمتابعة حملاتهم ، وأجبرهم على تغيير مواعيدهم ورحلاتهم لإستقطاب الناخبين ، كما غير المزاج الشعبي الأميركي باتجاه تأمين حاجياتهم الأساسية وتأمين سلامتهم ، لمرور العاصفة بأقل أضرار ممكنة.
العاصفة العاتية ، جعلت الرئيس إلاميركي يلغي مواعيده المقررة لزيارة بعض الولايات ، ولا سيما  أورلندو في ولاية فلوريدا ، ويلازم البيت الأبيض لمتابعة عمليات الإغاثة والتحضيرات لحماية سكان الساحل الشرقي  ، خاصة وأن الأرقام قد أشارت الى تأثر حوالى 60 مليون شخص بشكل مباشر أو غير مباشر جراء الإعصار ، مما يزيد من أعباء الهيئة الفدرالية لإدارة الطوارئ ، والتي تقوم عادة بمتابعة التحضيرات والخطط لمواجهة أي كارثة يمكن أن تقع.
أوباما الذي حاول التصرف بروحية الرجل المسؤول ، حاول أن يبعد هذه الأزمة عن الإستغلال السياسي من خلال إعلانه عن جدية الخطر الذي يهدد بعض المناطق ، وغيابه عن الإعلام إلا للضرورة وبشكل مختصر  ، فيما تابع منافسه ميت رومني حملته ، بالرغم من تعديل برنامج زياراته  في بعض المناطق  ، محاولا أن يكون موجودا في الإعلام ، خاصة وأن أوباما ترك الحملة الإنتخابية ليركز على العاصفة ، فظهر رومني في ولاية أوهايو ، والتي تعتبر  اليوم ” أم المعارك” في السباق الرئاسي ، نظرا لأهميتها في تحديد نتيجة الفائز ، كونها منقسمة بين الديمقراطيين والجمهوريين مع أرجحية لصالح أوباما إنما بنقطتين فقط  ( 48% أوباما و 46% رومني).

هذا المشهد الإعصاري الذي يضرب إنتخابيا ، جمد الى حد ما حدة النقاش الإنتخابي ، لفترة ما بعد ساندي ، ليعود الى حماوته عشية الإنتخابات ، خاصة وان التقارب في نتائج إستطلاعات الرأي يجعل من الصعب التكهن بنتيجتها لأن الفارق بين المرشحين لا يتجاوز النقطتين ، ومن هنا تبرز أهمية الولايات غير المقررة مثل أوهايو وفرجينيا وفلوريدا ، لتحدد من هو الرئيس المقبل .

وعلى الرغم من إقتراب الموعد الإنتخابي ، وإنتهاء المناظرات التلفزيونية التي شغلت الرأي العام لأسابيع عدة ، إلا أن الحملات ستعاود بعد تجاوز تأثيرات ” ساندي ” ، خاصة وأن أداء الرئيس في هذه اللحظة وطريقة تعامله عبر تحمله المسؤولية والمتابعة الحثيثة ، يمكن أن يكون له إنعكاس فعلي على شعبيته في بعض الولايات المترددة أو الأصوات المستقلة ، وبالتالي فهل يمكن أن ينقذ ” ساندي ” أوباما ، ويحسم المعركة لصالحه بتمديد أربع سنوات جديدة في البيت الأبيض ويكون سندا فعليا له ؟ أم سيستغل رومني هذه العاصفة ليجدد حملته السياسية على أوباما ، إذا ما فشل أوباما في تعاطيه مع الحملة الطارئة نتيجة الإعصار ، ويسجل نقاطا لصالحه تترجم إنتخابيا ؟
في كل الأحوال يبدو أن ساندي وبغض النظر عن نتائجه المباشرة ، سيتحول من إعصار مناخي الى إعصار إنتخابي سياسي ويحدد الرئيس المقبل …