قال ينس لايركه وهو متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف مشيراً إلى «الهدنة» “كنا نحاول الاستفادة من العلامات الإيجابية التي رأيناها في مطلع الأسبوع، لم تستمر الهدنة سوى أربع ساعات أو نحو ذلك ومن ثم فلم تتح لنا فرصة كبيرة في نهاية الأمر.” وكانت قافلة تضم 18 شاحنة محملة بالغذاء ومعونات أخرى إلى حمص خلال “وقف إطلاق النار” لكنها لم تتمكن من تفريغ شحنتها في البلدة القديمة بسبب القتال.
بالفعل فقد كثف سلاح الجو السوري هجماته من جديد وقصفت طائراته أهدافا للمعارضة يوم الثلاثاء بعد انتهاء هدنة عيد الأضحى التي استمرت أربعة أيام وقوبلت بالتجاهل على نطاق واسع من جانبي الصراع في سوريا.
وذكر التلفزيون السوري إن مجموعة “إرهابية” اغتالت اللواء الطيار عبد الله محمود الخالدي في منطقة ركن الدين بدمشق في أحدث هجوم للمعارضة المسلحة يستهدف مسؤولين كباراً.
واستهدفت الغارات الجوية الضواحي الشرقية لدمشق ومناطق على أطراف مدينة حمص في وسط البلاد وبلدة معرة النعمان التي تسيطر عليها المعارضة وتقع في شمال البلاد على الطريق بين دمشق وحلب. ويخوض مقاتلو المعارضة معارك ضد قواعد الجيش في الحمدانية ووادي الضيف ومشارف معرة النعمان.
وقال بعض النشطاء إن 28 مدنيا قتلوا في القصف الجوي الاخير لمعرة النعمان وبثوا تسجيلا مصورا لرجال ينتشلون جثة طفلة من بين أنقاض مبنى سوي بالأرض.وصب الرجال لعناتهم على الأسد وهم ينتشلون جثة الطفلة. ولم يتسن التأكد من اللقطات بشكل مستقل.
وتتعرض بلدة معرة النعمان الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمالي دمشق للقصف الجوي والبري منذ أن سيطر عليها مقاتلو المعارضة الشهر الماضي.
وقال الناشط محمد كنعان لوكالة روتيرز للأنباء “مقاتلو المعارضة أخلوا مواقعهم داخل معرة النعمان منذ بدء الغارات الجوية. ويتمركز معظمهم على الجبهة جنوبي البلدة.”
وقال نشطاء إن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب عشرة آخرون في قرية المباركية التي تقع على بعد ستة كيلومترات جنوبي حمص حيث يحاصر مقاتلو المعارضة مجمعا يحرس منشأة لصيانة الدبابات. وقالت مصادر المعارضة إن المنشأة تستخدم في قصف القرى السنية قرب الحدود اللبنانية.
وقال نشطاء إن الجيش أطلق وابلا كثيفا من نيران المورتر على منطقة حمورية الامر الذي أدى الى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
وقال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إنه سيواصل جهوده لاحلال السلام برغم فشل دعوته الى وقف القتال في عيد الأضحى. لكن من غير الواضح كيف يمكنه التوصل إلى حل وسط يقبله الرئيس بشار الأسد المصمم على ما يبدو على البقاء في السلطة مهما كان الثمن والمعارضة المصممة على الإطاحة به. منا أن القوى الكبرى وبلدان الشرق الأوسط منقسمة حول سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 19 شهرا والذي تفيد تقديرات بأنه أودى بحياة ما لا يقل عن 32 ألف شخص.