شكلت مأساة بائع الخضار التونسي محمد البوعزيزي الشرارة التي أشعلت فتيل الربيع العربي، وتكررت حوادث إحراق مواطنين يائسين لأنفسهم في أماكن عامة في أوروبا وفرنسا خلال السنتين الماضيتين. في الأمس أقدمت امرأة معروفة للعاملين في الخدمات الاجتماعية ببلدة «هازبروك» (شمال فرنسا) على إضرام النار في نفسها، صباحاً في مكتب رئيس البلدية قبل أن يتدخل رجال الطوارئ لإسعافها. وكانت المرأة على موعد مع جان بيير آلوسيري، نائب المنطقة ورئيس بلديتها في الأوقات المخصصة لاستقبال المراجعين من المواطنين، عندما سكبت البنزين على ثيابها وأشعلت النار فيها. وقد ألقت بنفسها على رئيس البلدية بعد أن أضرمت النار في ثيابها، لكنه دفع بها إلى الممر. ونتيجة لذلك، تعرض هو لحروق بسيطة منعته من حضور الجلسة المسائية للبرلمان. وذكر أحد مساعديه أنه على ما يرام وقد راجع طبيبا، لكن حالته لا تستدعي دخوله المستشفى.
ونقلت المرأة إلى المستشفى بعد إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة في الجزأين الأمامي والأسفل من جسمها ونقلت بطائرة عمودية إلى قسم الحروق الكبرى في مستشفى مدينة ليل القريبة. وحسب معلومات العاملين في البلدية، فإنها أم لشابين وتتلقى مساعدات من الخدمات الاجتماعية منذ سنوات. وقد سبق لها أن ربطت نفسها بحبال إلى مبنى البلدية لكي تلفت الأنظار إلى معاناتها المعيشية. وأضافوا أنها حضرت في موعدها مع العمدة وهي ترتدي ثيابا من النايلون قابلة للاشتعال السريع ما يشير إلى سابق تصور وتصميم على إضرام النار بنفسها يأساً.