- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الروائية الفلسطينية سناء ابو شرار تحاكي في روايتيها الالم والروح

عمان – محمد السمهوري

صدر للروائية الفلسطينية سناء ابو شرار روايتان عن دار الهلال المصرية، تتناول كل منهما البحث في الذات الانسانية والحنين الى الوطن والانسان، وتبحث الروائية ابو شرار في عزلة شخصياتها وحنينهم الى ماضيهم، وكيف يسيّرون حياتهم الحاضرة متكئين على هواجسهم واحاسيسهم التي ترصد يومياتهم. ففي رواية (الألم.. ذلك الآخر)، تقول احدى الشخصيات “أدركت أن للحزن طيفاً كثيفاً يحجب الجمال عن النفس، وأن الروح تئن تحت ثقل هذا الطيف الرمادي فتفقد البصر والبصيرة. ولأول مرة ترى هذا الجمال الذي لا يقيده الزمان والحدود وتُطلق العنان لنظراتها لترحل إلى البعيد، إلى قمم هذه الجبال وإلى الغيوم البيض التي تخترق خيوط الليل السود، تسمرت نظراتها على هذا الأفق الذي لا يُبدعه إلا خالق واحد يُدركه القلب عن طريق الجمال الكامل، وبإستحواذه على الروح والعقل”.

هناك، عميقاً في ذاتها التي اصبحت غريبة عنها،لم تعد تتعرف على نفسها الأولى، وأن النفس التي تحملها الآن غريبة عنها، وتساءلت كم من الوقت تحتاج لإسترجاع ذاتها الأولى! امسكت بكلتا يديها بذلك الفنجان الساخن، تريد إجابة ما من خلال سواده القاتم؛ شعرت بأنها تسير بأزقة الشيخوخة رغم أن أقدامها لا تزال تسير على طريق الشباب”.

اما في روايتها “مدينة في الروح”، فتعود بطلة الرواية الى الغرف والحنين وتفاصيل عائلتها وتستذكر والدها كأنها تناجيه وتحاكي فيه واقعها واسئلتها التي تنثرها حنينا مضى “فتحت أبواب الغرف، وتأملت الجدران التي أحتضنتي أنا ووالدتي لسنواتٍ طويلة، وعاد والدي لذاكرتي، أو بالأحرى عادت القطع المتناثرة التي حاولت جمعها في ذاكرتي حول ما يُسمى والدي، وكأن هذا الباب بصريره الخافت يئن انتظاراً لذلك الذي لا يعود”.

“كان لابد أن أُلقي نظرة على غرفة والدتي، نظرت لسريرها الخشبي العتيق وإلى الأغطية التي احتضنت جسدها لسنوات غارقة في البعد، وفكرت كيف لهذه الأشياء التي نشتريها ببضع دراهم أن تصبح جزء من جسدنا ومن واقعنا؛ أي حكمة إلهية تجعلنا  ننغرس في الأوطان، ويتحول ما هو مادي إلى جزء من الروح!  مسحت دموعي بتلك الأغطية القديمة وكأنني أردت أن تواسيني للألم الذي أصاب جسدي، لم يكن هناك سواها أبحث عنه لأنسى ألمي الجسدي والنفسي، حتى في موتها أستظل بظلها الدافيء الأبدي والحزين. أولئك الموتى الأحياء وأولئك الأحياء الموتي، ما يفصل بينهما قلبٌ خافق وروحٌ حانية”.