- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تفاصيل عملية “الوهم المتبدد”: هكذا أسر شاليط

القاهرة- أخبار بووم
نشرت صحيفة “الشروق” المصرية تفاصيل عملية “الوهم المتبدد”، التي تم خلالها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أفرج عنه أخيراً بصفقة تبادل أسفرت عن الافراج عنه مقابل 1027 أسير فلسطين. وهذه تفاصيل العملية.
التجهيز للعملية:
“في تمام الساعة 05:15 من صباح يوم الأحد في 25 حزيران/ يونيو 2006، قام سبعة من المقاومين ينتمون لتنظيمات كتائب عز الدين القسام، وجيش الإسلام وألوية صلاح الدين، بتنفيذ العملية التي اطلق عليها “الوهم المتبدد”. وكان الهدف منها اسر احد جنود موقع إسرائيلي بالقرب من معبر كرم أبو سالم وقتل من فيه، وذلك ردا على مجموعة من عمليات اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي كان آخرها اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية جمال أبو سمهدانة.
وقد تم التجهيز للعملية قبل موعدها بما يقرب العام، اذ تم إنشاء وحفر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع لمسافة 280 مترا (داخل الاراضي الاسرائيلية)، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 متر بعمق 9 أمتار تحت الأرض. واستغرق التجهيز والإعداد للعملية ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة أشهر.
تنفيذ العملية
تم تقسيم المقاومين السبعة إلى ثلاث مجموعات. قامت المجموعة الأولى بتفجير دبابة الـ”ميركافا 3″ المطورة، باستهدافها بصاروخ مضاد للدبابات، فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وزرعت عبوة ناسفة فيها وفجرتها ما أدى الى تدميرها. أما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين إسرائيليين داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة “آر بي جي”.
وفي هذا التوقيت حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات، فأصيب الاستشهادي محمد فروانة في قدمه، ما حدا بزميله الآخر الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه، فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه وفجر نفسه بين اثنين أو ثلاثة جنود بحزام ناسف كان على وسطه. وفي تلك الاثناء، نجحت المجموعة الثانية في مهاجمة دبابة إسرائيلية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع وهو الجندي غلعاد شاليت.
وبعد الانتهاء من العملية، عاد المجاهدون إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق. فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني، وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم، ولم تتمكن من التعرف على مسارهم طائرات الهليكوبتر التي انطلقت إلى الجو فورا بحثا عنهم.
رد الفعل الإسرائيلي:
أقر الإسرائيليون بأن العملية الاستشهادية “الوهم المتبدد” في معبر “كرم سالم” على الحدود مع قطاع غزة كانت نوعية نفذها المجاهدون كما لو أنهم جنود في جيش منظم ومدرب على أعلى المستويات.
وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين في 26 حزيران 2006، أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الاسرائيلي “شاباك” والجيش الاسرائيلي، حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها “شاباك” حول العملية التي أسفرت عن مقتل جنديين اسرائيليين وأسر ثالث.
وقالت الصحيفة إن “غضبا يسود أوساط قادة الجيش مما اعتبروه محاولة من “شاباك” لإلقاء المسؤولية عليهم”، مشيرين إلى أن قائد “شاباك” قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام من دون معلومات مفصلة.
كما عقَّب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت إيهود أولمرت على عملية “الوهم المتبدد”، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً: “الحكومة بالسلطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسؤولون عما جرى في كرم ابو سالم بكل ما يحمل الحدث من معنى”.