- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“دمى” فيلم حول الاعتداءات الجنسية في المجتمع الفلسطيني

بيرزيت- رامي دعيبس*
اثار فيلم “دمى” نقاشاً حاداً حول قضية الاعتداءات الجنسية في المجتمع الفلسطيني  والذي طرح في جامعة بيرزيت وبالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة وبحضور حشد كبير من طلاب الجامعة وجزء كبير منهم  تحدوا ظروف المكان الضيق والمكوث ساعة كاملة لمشاهدة الفيلم وقوفا لاهتمامهم بالموضوع.
وكشفت المخرجة عبير حداد في كلمتها عن المراحل والصعوبات التي واجهتها لحين الخروج بهذا الفيلم الذي يوثق لشهادات حية لتجارب نساء فلسطينيات تعرضن لفعل اغتصاب من قبل اقارب لهن.
وأضافت حداد” هذا العمل كان مستحيلاً انتاجه قبل 10 سنوات، اما الان فمجتمعنا يتغير وفي تطور، وسيكون التطرق لهذه المواضيع اسهل لأن هناك وعي أكبر بالمجتمع واصبح يتقبل الحديث عن مواضيع كهذه اكثر من السابق”.
وتوثق حداد في فيلمها الذي يتناول موضوع العنف الجنسي ضد النساء في المجتمع الفلسطيني، شهادات حية لمسيرة أربع نساء فلسطينيات، تعرضن للتحرش الجنسي عندما كن طفلات أو في أولى مراحل نضجهن الجسدي، وبهذا تكشف عن ممارسة تتستر عليها أغلب الضحايا مقرونة بثقافة العيب أو التستر على الفضيحة، ونجحت في ذلك بفضل قوة وشجاعة بطلات الفيلم اللواتي استطعن وبعد سنوات كسر حاجز الصمت والخوف، وتحدثن بجرأة عما حدث لهن إضافة إلى المأساة النفسية والاجتماعية التي تعيشها الضحايا.
وأكدت المرشدة النفسية في جامعة بيرزيت الدكتورة امال دحيدس ان موضوع الاعتداءات الجنسية والتحرش هو صعب عند التطرق للحديث عنه في المجتمع العربي، والبعض ينظر لها كأنها محرمات، واذا اثارت يلقى اللوم الكامل على الضحية وكأنها السبب وبالتالي تقتل.
حيث أضافت دحيدس ” جزء كبير من التريبة في بتوتنا ترسخ بأن الأب والاخ له سلطة على الفتاة وهذا ما نعمل على تغيره بأن الله خلقنا احرار ، والحرية ان اُحترم بجسدي وبديني، ولنعمل من اجل فكر مستنير”.
واكدت لينا صالح من مؤسسة سوا بأن الاعتداء الجنسي ليس له علاقة بالرغبة الجنسية وليس بمرض نفسي وانما هو سيطرة فالمعتدي يفرض سيطرته على من هو اضعف منه ويستغل نقاط ضعفه، ويعتبرها  قوة له عندما يرى الاخر يتعذب.
وأضافت صالح “أنه من الضروري ان تجد الضحية بيئة داعمة تساعدها وتساندها عندما تتعرض لفعل اغتصاب او تحرش، وكذلك من المهم ان يكون توعية للأبناء من الاقارب قبل الغريب، فطالما ان هناك معتدي بالمجتمع لربما ابنهم او ابنتهم يكون ضحيه له”.
من جانبه فقد اكد المحامي جلال خضر المستشار القانوني لمركز سوا ان المشكلات التي يعالجها الفلم موجودة في كل المجتمعات ومن المفروض ان يعترف فيها المجتمع ليتمكن من علاجها مؤكدا ان نقاشا كبيرا جرى بخصوص هذا الفلم وعرض الفلم هو جزء من السياسة التي تعمل بها المؤسسة حماية للمجتمع من ظاهرة يعاني منها حيث ان سياسة المؤسسة تؤكد استمرار عرض الفلم في الجامعات الاخرى في الوطن.
وشكر منسق النشاطات الطلابية محمد الحاج أحمد المخرجة عبير حداد على انتاجها لهذا العمل الهام وكذلك شكر مؤسسة سوا لتعاونها مع الجامعة في عرض الفيلم الذي يلقي الضوء على موضوع مهم وهناك تعتيم كبير عليه بالمجتمع.
واثارت مداخلات الحضور الجدل حول موضوع التحرش الجنسي بالمجتمع الفلسطيني، فالبعض نسبها لغياب الدين ولبس المرأة يدفع للتحرش بهن او اغتصابهن  والاخر اعتبر ان انعدام الوعي هو سبب المشكلة وان هذه قضية هامة ومن المهم التطرق لها واهمية التوعية للأهل والابناء، واللجوء للعمل مع الشرطة لتوعيتهم بالتصرف مع حالات تحرش جنسي، كذلك اهمية تعديل القانون لنصرة المرأة.  والكثير اشاد بأهمية الفيلم ودوره في التوعية المجتمعية وفي نقل رسالة هامة عبر فتح حوار بين الاهل والابناء حول المواضيع الجنسية التي يظللها المجتمع.
يذكر ان الفلم مدته ساعة في حين ان النقاش استمر لاكثر من ساعة ونصف حيث طالب الحضور باعادة عرض الفلم مرة اخرى وفي قاعة اكبر تتسع لعدد اكثر من القاعة التي عرض فيها.

من الدائرة الاعلامية لمركز «سوا»