برلين ــ «برس نت»
في خطوة غير مسبوقة تتماهى مع تطورات الربيع العربي واحتياجات الناشطين في البلدان العربية لخبرات سياسية ترفد تجربتهم النضالية بخبرات جديدة حول ممارسة النشاط الديموقراطي وفق آليات ألمانيا الدستورية، قام البرلمان الاتحادي الألماني «بوندستاغ» الشهر الماضي باستضافة 24 شابة وشاباً من سبع دول عربية، هي: مصر، ولبنان، وفلسطين والمغرب، وتونس، والأردن، واليمن، في إطار برنامج للتدريب على ممارسة الديموقراطية مدعوم وممول من البوندستاغ.
بعدما قامت لجنة مؤلفة من أعضاء في البوندستاغ بدراسة ملفات المتقدمين الى هذا البرنامج، والتي بدأت بارسال الطلبات منذ فصل الربيع، تم اختيار الشابات والشبان الـ 24، بناءً على معايير تتعلق بانخراط المتقدم في نشاط حزبي أو سياسي في بلاده عبر جمعيات ومنظمات المجتمع المدني أو عبر عمل إعلامي يصب في خدمة التغيير والنضال من أجل تحويل الدول العربية القابعة تحت سلطات مُستبدة وراثية، الى دول ديموقراطية .
كما كانت إجادة اللغة الألمانية شرطاً ضرورياً للمشاركة في هذا البرنامج الذي استمر لنحو شهر كامل، قدّم خلاله البرلمان للمشاركين كل ما يلزمهم من منحة مالية وإقامة وتسهيلات في التنقل والاتصال.
الهدف من هذا البرنامج كان اطلاع الناشطين العرب الذين يشهدون تحولات هامة وحساسة، على التجربة الديموقراطية الألمانية في أعرق مؤسساتها. لذلك بدأ برنامج الدورة مع استقبال رئيس البوندستاغ، نوربرت لامرت، للوفد الذي تم تقسيمه الى مجموعات بحسب الدول، حيث قامت كل مجموعة بشرح واقع الديموقراطية في بلدها والحياة السياسية.
وتمكن المشاركون خلال هذا النشاط من الاطلاع على طبيعة العمل التشريعي في هذا البلد الأوروبي، متابعين جلسات البرلمان، التي تحدثت اليهم في إحداها المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل.
وشمل البرنامج زيارة الى وزارة الخارجية ولقاءات مع ممثلي أحزاب ومنظمات ألمانية، فيما قام المشرفون على النشاط بتوضيح طبيعة الانقسام الذي عانت منه ألمانيا لعقود، مع إعطاء لمحة تاريخية عن سياسة هذا البلد والتحولات التي شهدها.
إضافة الى ورش العمل الميدانية، استضاف أعضاء من البوندستاغ كل في مكتبه أحد المشاركين أو إحدى المشاركات، للتدريب على العمل التشريعي وفهم طبيعة هذا العمل في هذه المؤسسة، كما رافقوهم بحضور جلسات للبرلمان، قبل أن تعود الوفود الى بلاد العرب، محمّلين بتجربة ديموقراطية عريقة تحتاج إلى أرض خصبة هم جديرون بتحقيقها.