في إطار تواصل الحوار بين المشرق العربي والعالم الغربي، نظّمت لجنة “كولبير” الفرنسية يوم الخميس 20 تشرين الأول/ أكتوبر، إفطارا صباحيا للصّحافيين في فندق”ريتز”، بالدائرة الأولى لباريس، بمناسبة صدور كتاب “الترف، نشيدا للمادة”، عن دار النّهار للنّشر اللّبنانية، حضره الألسني الفرنسي آلان راي.
ويأخذ هذا الكتاب، الذّي صمّمته لجنة “كولبير”، القارئ نحو رحلة ملؤها كلمات أُخِذَت من عمق اللّسان العربي والفرنسي لتوصله إلى قالب “التّرف”، ومن خلال عبقرية لغتين مختلفتين يصاغ معنى “التّرف” كفنّ عيش طبع حضارتين عظيمتين، العربية والفرنسية، اتسمت كلّ واحدة منها في اقتناء “التّرف”، حسب مفاهيمها الرّوحانية والعرفية.
يتضمّن الكتاب نصّين مختلفين، عربي وفرنسي، وقد يخال للقارئ للوهلة الأولى أنّ أحد النّصين ليس إلاّ ترجمة للنّص الثّاني، لكن الأمر غير ذلك. فالغرض من الكتاب هو عرض نظرتين مختلفتين لمفهوم “التّرف” في اللّغة العربية واللّغة الفرنسية. النّص العربي خطّته ريشة الشّاعر السّوري القدير “أدونيس”، وطرز برسومات الخطّ العربي التي أحسن إبداعها الفنان العراقي غني العاني، وأضفى على جماليات رقصة هذه الكلمات صور فوتوغرافية للفرنسي كانتان برتو. كرقصات صوفية، تقذفك هذه الصّور في عناق مع الكلمات وتشدّ بخيالك نحو عالم الحساسيات، إنّها بالفعل مغامرة روحانية في قلب عبارات كنهها “التّرف”.
النّص الفرنسي وقّعه اللّساني الفرنسي آلان راي، عبر جملة من الكلمات الفرنسية تفرّد في اقتنائها، ليطبع بذلك خصوصية الأسلوب الفرنسي، شعار لجنة “كولبير” الفرنسية. أمّا مقدّمة النّص الفرنسي فقد جاءت بلمسات الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه لتضيف على جوهر العبارات عمقا فلسفيا.
“كلمات ليست كالكلمات”، هكذا قال عنها آلان راي، “بل انبثاق حلم بين صورة الكلمة ومعناها، خيال جميل تنبع منه قيمة جمالية تشعّ من خلالها الكتابة لتصل إلى قمّة الفنّ فتعطيه نسمة “التّرف”.
وبدعوة من سفير فرنسا في لبنان، دونيز بيتون، يعرض كتاب “الترف، نشيدا للمادة” في 02 تشرين الثاني/ نوفبر، في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشرة لصالون الكتاب الفرانكفوني في لبنان، التّي تنطلق في 29 تشرين الأول/ أكتوبر وتستمر لغاية 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.