- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أوباما ٢: هل يصحح خطاب القاهرة (أوباما ١)؟

نقطة على السطر
بسّام الطيارة
قبل أشهر بسيطة كان الإسرائيلون يعتقدون بأن العلاقات مع الولايات المتحدة سوف تظل جيدة أيا كان صاحب الحظ بدخول البيت الأبيض. كان ذلك قبل أن يقرر رئيس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتانياهو أن يعلن صراحة تأييده لميت رومني. السؤال الذي يقلق اليمين الإسرائيلي اليوم هو ما إذا كان باراك حسين أوباما سوف «ينتقم» من نتانياهو ويدعم مرشحاً منافساً في الانتخابات الإسرائيلية من حزب كاديما أو الوسط مثل إيهود أولمرت أو تسبني ليفني أو حتى شاوول موفاز، لرد الصاع صاعين؟
إلا أن قلق الشارع الإسرائيلي يتجاوز هلوسة اليمين الانتخابية ويصب في حلقة «نوايا أوباما تجاه الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام» وعما يمكن أن يفعله رئيس أميركي أظهر عناداً في ملفين: الاستيطان وضرب إيران.
هنا وجب التذكير بـ«خطاب القاهرة» هذا الخطاب الشهير الذي أراد عبره أوباما أن «يعيد بناء الجسور» مع العالم الإسلامي والعربي، والذي لم انبهر به عديدون من دون الدخول في تفاصيله الدقيقة التي كانت تقول صراحة: لا يمكن تغيير السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، لأنها مبنية على مصالح ثابتة لأميركا أولاً وللوبي الصهيوني المؤثر في السياسة الأميركية ثانية.
إذا كان باراك حسين أوباما يريد فعلاً أن يدخل التاريخ ويفتح سجلاً جديداً للعلاقات بين أميركا والشعوب العربية عليه أن يعود بخطاب جديد مبني على النقاط التالية: أن يخاطب عقول الشعوب العربية وليس حكامها، أن يعترف بأن ما حصل في فلسطين هو مأساة كاملة لشعب كامل نتيجة ظروف تاريخية لم يكن لهذا الشعب في هذه المرحلة حول ولا قوة للتصدي لها.
عليه أن يتكلم عن مأساة الشعب الفلسطين من دون العودة إلى ما فعله هتلر وما فعلته النازية بيهود أوروبا أي أن «لا يخلط الحابل بالنابل» خوفاً من انتقاد اللوبيات الأميركية، لأن حكام إسرائيل وشعوب إسرائيل لن يسمعوا إلا ما تطيب لهم آذانهم ويقفزون عن مآسي الفلسطينيين.
على أوباما كي يكسب مصداقية لدى الشعوب العربية أن يقول أيضاً في خطابه الثاني بأن الديموقراطية التي يدعو لها هو والغرب لا أثر لها عند إكثرية حلفاءه الحكام العرب. عليه أن يقول صراحة إن الربيع العربي قد صادره السلفيون وركبوا موجة «طلب الحرية» لتغير النظم الاجتماعي الليبرالية في تلك الدول ولسحق الحريات. عليه أن يقول إن «الغرب كان أعمى وغافل» عندما سلح الجهاديين في أفغانستان وسوف يكون «أعمى وجاهل» إذا كرر الخطأ.
هؤلاء الجهاديون «مستر برزيدنت بارك حسين أوباما» يستفيدون من هذه التناقضات الغربية لتقوية مواقعهم في العقول العربية وعقول المسلمين. عندما تتجاهل مآسي الشعب الفلسطيني وتنقعه في مأساة اليهود ولا تشير إلى ما تفعله إسرائيل من احتلال لأرض وطرد لعائلات وسرقة للمياه وإهانة لشعب كامل، هؤلاء يضحكون في داخلهم ويشيرون لما تقوله لكسب مزيداً «ممن سوف يتزنر بزنار متفجرات».
يا سيد أوباما عندما تتكلم عن الديموقراطية في حضرة وملوك وأمراء ومشايخ وحتى رؤساء عرب يسحقون شعوبهم، لا يضحك فقط الجهاديون بل يضحك أيضاً هؤلاء الملوك والأمراء والشيوخ والرؤساء من سذاجة الغرب.
خذ القلم سيد الرئيس لنرى ما يمكنك أن تكتب هذه المرة.