أفادت صحيفة “فايننشال تايمز”، أن شركة النفط الأميركية العملاقة (إكسون موبيل) تسعى للإنسحاب من العراق وبيع حصتها في مشروع نفطي قيمته مليارات الدولارات، في اطار تحرك يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين الحكومة المركزية العراقية ومنطقة الحكم الذاتي في كردستان.
وقالت الصحيفة إن رغبة إكسون موبيل بالإنسحاب من حقل (غرب القرنة 1) تعكس خيبة أمل الشركة النفطية الكبرى المتنامي من السلطات المحلية في جنوب العراق وحماسها المتناقض لحكومة كردستان، التي وقّعت صفقات ضخمة مع شركات الطاقة الغربية الكبرى، مثل إكسون نفسها وشيفرون وتوتال.
واضافت أن إكسون موبيل، كانت واحدة من بين عدد من شركات النفط الأجنبية الكبرى التي توافدت على العراق بعد سقوط نظام صدام حسين ووقعت عقوداً لإعادة تأهيل حقوله النفطية بعد أن عانت من سنوات طويلة من الحرب والعقوبات والإهمال، لكن هذه الشركات كافحت لكسب المال من وراء هذه العقود نتيجة الشروط التعاقدية الصعبة، والبيروقراطية، وتأخير اصلاح البنية التحتية الذي أدى إلى نقص في خطوط الأنابيب وسعة التخزين.
وابلغ وزير النفط والموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان العراق، آشتي هورامي، الصحيفة “نشعر بالحزن لعدم قدرة شركات النفط على العمل في جميع أنحاء العراق”. وقال “من وجهة نظرنا، هناك حاجة للاستثمار في كل مكان في العراق.. ونعتقد أن أي دولار يُستثمر في البصرة سيعود بالنفع علينا، وبالمثل فإن أي دولار يُستثمر في كردستان سيفيد الجميع”.
واشارت الصحيفة إلى أن إكسون موبيل تخشى من أن تكافح بتحمل العبء المالي الضخم لتمويل مشروع حقل غرب القرنة 1.
ونسبت إلى مستشار غربي بمجال الطاقة يعمل في العراق، قوله إن شركات النفط الأجنبية “لا تستطيع تمرير معداتها عبر الجمارك العراقية، ولا الحصول على تأشيرات زيارة لخبرائها، ولا نشر رأس المال الذي اقتطعته من ميزانياتها لإنفاقه على تطوير حقول النفط”.