معمر عطوي
رغم انتحاره مع زوجته وكلبته في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، بقي للزعيم النازي أدولف هتلر (20 نيسان 1889- 30 نيسان 1945)، المعالم المكانية الدالة على مسار حياته، غير أن أبرز هذه المعالم التي شهدت ولادة الفوهرر في النمسا، بات مهدّداً بالتدمير «حتى لا يتحوّل محجاً للمتطرفين».
فالمبنى القديم الواقع في مدينة «براوناو أم إن» شمال النمسا بالقرب من زالسبورغ والى الشرق من مدينة ميونيخ الألمانية، أصبح هدفاً للهدم، لكن اللافت أن من يسعى إلى ذلك هو نائب في البرلمان الروسي، فرانز كلينتسيفتش، المنتمي إلى الحزب الحاكم «روسيا الموحدة».
لقد مر هذا المبنى عبر تاريخه بمحطات عديدة إذ تحول الى مكتبة عامة ومدرسة ومصرف ثم مركزاً لرعاية المعوقين، كما ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية في عددها الصادر يوم 8 تشرين الثاني الحالي (2012).
لكن في النهاية، وكما أفادت الصحيفة» قام النائب الروسي كلينتسيفتش بمبادرة جمع أموال لشراء هذا المبنى، تمهيداً لـ «تسويته بالأرض».
وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن كلينتسيفتش مضطر لجمع مبلغ يقدّر بنحو مليوني يورو لشراء هذا المبنى، حسبما قالت المتحدثة باسمه فيكتوريا زوخوفا، مضيفة أن بعض زملائه الروس متحمسون للفكرة.
فالنائب عن الحزب الشيوعي الروسي فاديم سولوفيوف، قال لصحيفة «ازفستيا» اليومية، «كل شئ يذكّر بالفاشية، ينبغي أن يزول عن وجه الأرض».
وتقول «بيلد» إن سياسيين ومواطنين يتخوفون منذ وقت طويل، بإمكان أن يصبح مهد هتلر محجة للمتطرفين (النازيون الجدد).
رئيس بلدية براوناو السابق، غيرهارد سكيبا، وعد من جهته في تشرين الثاني 2009، بأنه سيقوم بأي عمل انساني ممكن، من أجل ألّا يتحوّل مسقط رأس هتلر الى محجّة للمتطرفين.
وتنقل الصحيفة عن رئيس البلدية السابق قوله يومها إن البلدية كان لديها رغبة بشراء العقار «زالسبورغر فورسشتادت 15» حيث يقع مهد هتلر، لكن لم يتوفر لها المال الكافي لذلك.
في الطابق الأول من هذا البيت ولد هتلر في 20 نيسان عام 1889، ونشأ، لكنه بعدما استولى على السلطة في برلين حدثت قصص مختلفة للمنزل.
ففي العام 1938، وحين تم ربط النمسا بألمانيا، جعل أمين الحزب النازي آنذاك، مارتن بورمان، هذا المنزل نصباً تذكارياً وطنياً.
وفي نهاية الحرب العالمية الثانية (1945) حاول نازيون متطرفون تفجير المبنى. لكن القوات الأميركية كانت أسرع بالوصول إليه لحمايته، فبقي البيت واقفاً حتى اليوم الذي أتى فيه من يعتزم إزالته من الوجود.