- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نعم يريدون هدم الإهرامات وأبو الهول !

باريس – بسّام الطيارة

جلس ديبلوماسي فرنسي في مقهى يحدث بعض الصحافيين. الديبلوماسي واشترط عدم ذكر اسمه لأنه لازم الملفات العربية وواكب الربيع العربية منذ انطلاقته. اليوم يترك منصبه لينتقل إلى عاصمة غربية «بعيدا عن هذا الشرق المعقد» في استجلاب لمقولة الجنرال ديغول.
الديبلوماسي يريد التحدث ولكن يريد الإنصات أيضاً، يريد الاستماع إلى مآخذ الزملاء الصحافيين بعد أن ابتعد عن منصبه الذي كان يجعله لصيقاً بهم بشكل شبه يومي ويتابع أخبارهم. بالطبع كانت «مفاجأة الربيع العربي» هي حديث اللقاء. وخلال حديثه المتأسف والملون بشبه اعتذارات تعود إلى «الواقعية السياسية» بالتعامل مع الأنظمة التي «أردتها» الثورات العربية، ظل بعض التردد مهيمناً على وتر حديثه المتقطع أصلاً. بالطبع ما زال موقف فرنسا قائماً على «إعلان جوبيه» (وزير الخارجية السابق) الذي مد يده لـ«الإسلام السياسي العربي شرط تطبيق الديموقراطية وتداول السلطة والاعتراف بحقوق الإنسان والأقليات والمرأة»، ولكن…
لماذا التردد؟ التردد نابع من أن انعكافة الثورات العربية التي أوصلت الإسلاميين إلى كراسي الحكم جعلت منهم ضعفاء أمام الجناح الجهادي الذي خرج إلى العلن ولم يعد يخشى قمع السلطة. فلا هم يستطيعون قمعهم عل طريقة الحكام السابقين، ولا هم يستطيعون تركهم على سجيتهم «إنهم ينشرون الغصن الذي يجلس عليه الإسلاميون المعتدلون».
يحمر وجه الديبلوماسي لينطق حديثاً غير ديبلوماسياً:«ما معنى إسلامي معتدل؟»… ويجيب «هل معنى ذلك أنه يقطع يداً واحدة فقط؟ أم أنه يرجم بعدد أقل من الأحجار؟».
يتنهد قليلاً قبل أن يقول: «الأتي أعظم».
هنا يسيل لعاب المهنية من الزملاء ويسألون عما يتكلم؟ ينظر نحو الجنوب نحو البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى، يتردد قليلاً قبل أن يذكر «بما فعلوه بالأضرحة الإسلامية في تومبكتو» في شمال مالي. والآتي؟ يجيب بقوة :«الإهرامات».
الإجابة استجلبت ابتسامة من الزملاء وربما ضحك بعضهم بصوت عال في البداية وبصمت بعد ذلك احتراماً للديبلوماسي الذي بدا جداً في حديثه. «نعم يريدون إزالة الإهرامات وأبو الهول» تردد قليلاً وتابع «عندنا معلومات استخباراتية بأنهم يستعدون لتفجيرات في الإهرامات».
تركنا الديبلوماسي يتوجه إلى مركزه الجديد وعدنا إلى أخبار عالمنا العربي، وبعد البحث والتدقيق ومع الأيام تبين أن ما قاله الديبلوماسي كان صحيحاً مئة في المئة.
بالفعل منذ أيام  قالت مصادر أمنية مصرية إن السلطات تتعامل مع الدعوة التي أطلقها أحد شيوخ الحركة السلفية الجهادية، من قلب القاهرة، لهدم الأهرامات وتمثال أبو الهول الضخم، على محمل الجد.
بالفعل فقد دعا السلفي الجهادي «مرجان سالم الجوهري» إلى تحطيم تمثال أبو الهول والأهرامات والتماثيل في مصر. وهذا الجهادي ليس من الهواة فقد شارك  قبل عقد ونيف في تحطيم تمثال «بوذا» العملاق في أفغانستان.
وهو لا ينكر تلك الفعلة ففي لقاء له مع قناة «دريم» الخاصة  قال إنه يجب تحطيم الأصنام والتماثيل في مصر، وإن «المسلمين مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم، ومنها إزالة تلك الأصنام كما فعلنا بأفغانستان وحطمنا تماثيل بوذا». وأضاف: «نحن مكلفون بتحطيم الأصنام وسنحطم تماثيل أبو الهول والأهرامات لأنها أصنام ووثن تعبد من دون الله».
ويعيد الجوهري التذكير بما قام به في أفغانستان ويعمز من قناة الحكومة الإسلامية في مصر ويقول «عندما كنت ضمن حركة طالبان قمنا بتحطيم تمثال بوذا رغم أن الحكومة هناك فشلت في تحطيمه». وأضاف  «إننا مكلفون بتحطيم الأصنام وسنحطم تمثال أبو الهول والأهرامات لأنهما أصنام ووثن».
بالطبع أخذت السلطات الأمنية في مصر كامل الاحتياطات كما صرح مسؤول أمني في منطقة الجيزة عبر الصحافة المصرية التي ذكرت أن المنطقة الأثرية بالأهرامات، ومنطقة الصوت والضوء السياحية، تشهد وجوداً أمنياً مكثفاً من شرطة السياحة، وحراسة أمنية مشددة على مداخل ومخارج المنطقة الأثرية بالأهرامات، بالإضافة لوضع حراسة على الأهرامات الثلاثة وتمثال أبو الهول.
إلا أن أراضي مصر مليئة بالإهرامات غير الإهرامات السياحية. وقد أسر أحد المقربين من حملة حماية الآثار المصرية في الخارج بأن أجهزة الاستخبارات الغربية متخوفة جداً من «عملية استعراضية كبيرة» يذهب ضحيتها «معلم أثري بارز» ولم يتردد المسؤول من القول «الشرطة في مصر لا تستطيع حماية كل هذه الآثار المندثرة في الصحراء» قبل أن يضيف «لا ثقة لي بالشرطة ولا بالجيش اليوم فقد تغلغل الجهاديون ضمن صفوف القوى الأمنية»… وبعد تردد يقول «السادات قتله مجندون» … وبعد تردد ثان يقول «في سيناء لا يستطيع الجهاديون الوصول إلى عمقها لولا مساعدة …الجيش».