- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قصف إسرائيل: خطة الأسد ميكافيلية ومضيعة للوقت

هارولد هيمان
يسعى الأسد جاهداً لجر إسرائيل للمشاركة بالحرب الأهلية السورية، بهدف قلب المعادلات بين الجيش النظامي والثوار. وإسرائيل ترد بالقصف لوقف هذه اللعبة بين السوريين التي لا تثير اهتمامها البتة.
قصف الجيش السوري بمدافع المورتر مرتين هضبة الجولان تلك القطعة من الأرض السورية والتي ضمتها إسرائيل على مراحل بعد احتلالها عام ١٩٦٧، والتي استردتها سوريا لفترة بسيطة عام ١٩٧٣. في المرة الأولى ردت إسرائيل بقصف منطقة خالية، بينما استهدفت في المرة الثانية المدفع السوري الذي قصف، فجرحت جنديين سوريين.
الاثنين عاد الهدوء إلى الهضبة.
هل كان القصف مقصوداً أم أنه حصل خطأً؟ طرحت إسرائيل هذه الأسئلة في الوقت الذي كانت ترد على هذا القصف. بالطبع لا يستيع المسؤولون الإسرائيليون الجزم بأن هذا القصف كان مقصوداً. من المؤكد أن بعضه كان موجهاً للثوار المختبئين قريباً من الحدود حيث طبيعة الأرض تسمح بالتمويه والتلطي. إلا أن مصدراً إسرائيلياً قال بأن «بعض هذا القصف لا يمكن إلا أن يكون مقصوداً أو أنه إهمال استفزازي».
خطة الأسد الـ«مكيافيلية» (إن وجدت).
السؤال ماذا يمكن لإسرائيل أن تفعل في الصراع بين السوريين؟ يمكن للجيش الإسرائيلي تجاوز الخطوط والدخول في الأراضي السورية، سوف يجد نفسه من جهة في مواجهة الثوار الذين لا يبدون مقربين منه، ومن جهة أخرى في مواجة الجيش النظامي الذي سوف يقاوم بطبيعة الحال. في هذه الحالة تكون الخطة المكيافيلية كما يلي:
– ترك الجيش الاسرائيلي يصطدم بالجيش السوري الحر أي الثوار، حيث تتواجد كتائب جهاديين الذين يتوقون لمحاربة اليهودي الصهيوني.
– دفع الجيش النظامي لمقاومة الجيش الاسرائيلي بشكل يستجلب التأييد ويعيد تلميع صورته في العالم العربي.
– توحيد الدول العربية في جبهة معادية لإسرائيل بدل الجبهة المعادية لـ…البعث والملالي الإيرانية.
يبدو أن بنامين نتانياو قد فهم خطة الأسد، وكانت ردة فعله الحازمة إشارة إلى أن الجيش النظامي سوف يكون مستهدفاً وليس الثوار. وبطبيعة الحال لن يشكره الثوار على تلك الهدية الملغومة. ومفاد الأمر أن إسرائيل تريد المحافظة على المبادرة والقول لبشار الأسد بأن قوة الجيش الإسرائيلي سوف تنحصر في ضرب الجيش السوري، وأنه لا جدوى من استفزاز تل أبيب، فذلك لن ينقذ نظامه.

Harold Hyman