واشنطن- نجاة شرف الدين
لم يكد يهدأ الضجيج الإعلامي للحملات الإنتخابية مع فوز الرئيس الديمقراطي باراك أوباما بولاية ثانية ، حتى ظهرت الى الإعلام ، فضيحة رئيس المخابرات المركزية الأميركية السي آي إيه ” ديفيد بترايوس ” وإعلانه الإستقالة من منصبه مبررا ذلك برسالة إعترف خلالها بإقامة علاقة خارج إطار الزواج ، بعدما أمضى 37 عاما مع زوجته.
هذه الفضيحة خطفت الأضواء الإعلامية بتوقيتها يوم الجمعة الفائت ، بعد يومين من فوز أوباما ، وبدأت التحاليل والمقابلات التي تتحدث عن توقيت ومعنى القرار ،وصعد بترايوس الى واجهة الإهتمام الإعلامي الأميركي في كافة البرامج والمقالات ، وبدأت تظهر الى الواجهة تعقيدات هذه القضية ودخول جهاز المخابرات ال ” أف بي آي “، الذي يبدو أنه بدأ تحقيقات في قضية شكوى من سيدة هي ” جيل كيلي ” وهي صديقة وتربطها مع زوجها علاقة عادية وطبيعية مع عائلة بترايوس ، تلقت رسائل إلكترونية تتهددها ، وتبين لاحقا أن مصدر هذه الرسائل ، هي صديقة بترايوس ، ” بولا برودويل ” ، التي كتبت سيرته في كتاب تحت عنوان ” All In ” . وشيئا فشيئا بدأت تتكشف العلاقة التي تربط بولا ببترايوس والتي بدأت في نوفمبر من العام 2011 , من خلال وصول تقارير ال أف بي آي عن القضية عشية الإنتخابات الرئاسية ، لتبلغ الى أوباما في الثامن نوفمبر ، وتم الطلب الى بترايوس بتقديم إستقالته ، والتي تزامنت أيضاً ،قبيل أيام قليلة من مثوله للشهادة في قضية بنغازي ، التي ذهب ضحيتها السفير الأميركي وثلاثة من موظفي السفارة .
الإعلام الذي أعطى مساحات واسعة للحديث عن هذه القضية ، طرح العديد من الأسئلة سيما وان بترايوس يعتبر من الشخصيات المحترمة بالنسبة للأميركيين لموقعه العسكري إضافة الى شخصيته المقربة والتي جعلت الكثيرين يتحدثون عن مستقبله السياسي ، بعد التقاعد ، ليكون المرشح المحتمل للرئاسة في العام 2016 .
الإعلام الذي أجمع على موقع بترايوس المميز شعبيا ، تراوحت تحليلاته بين التساؤل عن دور ال أف بي آي الفعلي وهل يحق لها أن تتناول قضية لا تتعلق بالجرائم بل بقضايا شخصية ، وبين شخصية بولا خريجة جامعة هارفرد ، حيث أيضا إلتقت بترايوس أثناء إلقاءه محاضرة هناك ، والمعلومات التي يمكن أن تكون بحوزتها نتيجة علاقتها القريبة من بترايوس ، خاصة أنها أعلنت في إحدى المحاضرات عن كتابها ، عن سجن ثلاثة متهمين في قضية بنغازي ، وهنا بدأت الأسئلة عن كيفية معرفتها خاصة أن هذه المعلومات لم يؤكدها أحد، وبالتالي إذا كانت صحيحة فيجب أن تكون سرية ، وإذا كانت سرية كيف حصلت عليها، وأيضاً هل يحق لها أن تعلن عنها ، كلها أسئلة إضافة الى تهديدات بولا لصديقة العائلة جيل أثارت القضية وجعلتها هي الخبر.
بغض النظر عمن يتحمل مسؤولية ما حدث ، وإن كان صراعا بين الأجهزة الأمنية للإيقاع ببترايوس ، أم هو خطأ من بترايوس نفسه لم يحسب له حسابا ، أو أن أحدا أراد لهذا الرجل أن يخرج من الحياة العسكرية ولاحقا السياسية ، فإن خروجه المدوي هذا، لا بد أن ينعكس على رفاق بترايوس في العسكر ومعنوياتهم كونه يمثل بالنسبة لكثيرين صورة ” البطل” ، كما على بترايوس نفسه الذي خرج على ما يبدو من الحياة العسكرية والسياسية … ولن يعود .