- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لندن قبلة الاستثمارات العقارية

وجدت البحوث أن كبار المستثمرين الحائرين إزاء حركة الأسواق في هذا الزمن الاقتصادي العسير اتخذوا من لندن قبلة لحماية أموالهم الطائلة داخل العقارات السكنية.

وتبعا للدراسات التي أجرتها CBRE الأميركية، وهي أكبر مؤسسات الخدمات العقارية في العالم، فقد أحال الطلب على المساكن الفاخرة العاصمة البريطانية أغلى مكان للاستثمار في هذا المجال عبر العالم بأسره. ويتضح هذا جليا في حقيقة أن متوسط ما دفعه المستثمرون في دور لندن المنيفة العام الماضي بلغ 6 آلاف جنيه (9 آلاف دولار) للقدم المربع.

وليس هذا وحسب، بل ان انصراف المستثمرين عن منطقة اليورو رفع هذا المتوسط نفسه بنسبة 12.6 في المائة خلال العام الحالي. ويذكر أن شرف «عاصمة العقارات الفاخرة» كان يعود الى نيويورك لفترة طويلة حقا. لكن هذا الوضع أتى الى ختام مع السنوات العجاف التي صاحبت الأزمة المالية العالمية. بل أن نيويورك نفسها توارت الآن الى المرتبة الثالثة لأن الثانية تحتلها هونغ كونغ.

ونقلت صحف بريطانية عن مارك كولينز، رئيس وحدة العقارات السكنية بمؤسسة «سي بي آر ئي»، تصريحه بأن مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد» تنطبق على لندن لأن السحابة الاقتصادية الداكنة التي تظلل أسواق العالم حدت بالمستثمرين للتوجه اليها دون بقية المدن الكبرى.

وعلى سبيل المثال فإن المستثمرين الأميركيين ينظرون الى لندن باعتبارها «المكان الطبيعي» (وليس على الأقل بسبب اللغة المشتركة) عندما يتعلق الأمر باستثماراتهم في السوق الأوروبية. وفي لندن نفسها فإن هؤلاء يفضلون منطقة الويست إند مثل كوفنت غاردن وماي فير، إضافة الى أحياء الأثرياء التقليدية في نايتسبريدج وكينزينغتون وتشيلسي. وتتراوح الاستثمارات الفردية في هذه المناطق بين مليونين وخمسة ملايين جنيه (3.2 مليون و8 ملايين دولار) رغم أن 10 ملايين جنيه (16 مليون دولار) ليست غير مألوفة.

ويقول كولينز إن الثري عادة ما يشتري داره الأولى في بلاده، لكنه يتجه الى الخارج إذا قرر شراء المزيد. وما تتوصل اليه الدراسة الأخيرة هي أن المستثمر الذي يريد هذه الدار الثانية و/أو الثالثة يقصد لندن في الغالب الأعم من الأحوال.

وهذا اتجاه تعززه استضافة لندن للعديد من الطلاب الأجانب (حوالي 85 ألفا) من ابناء الأثرياء الذين يفضل آباؤهم شراء عقارات لسكنهم اثناء دراستهم. وفوق كل هذا فقد اثبتت لندن أنها واحة أوروبية حقيقة في وسط القحط الاقتصادي الذي أصاب بقية القارة بالشلل الجزئي أو التام.