قصفت طائرة حربية سورية بلدة رأس العين لليوم الثاني يوم الثلاثاء على بعد أمتار من الحدود التركية مما أدى إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان ودفع السكان على الجانب التركي من الحدود إلى البحث عن مكان آمن.
وتحاول القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد استعادة السيطرة على رأس العين التي سقطت في أيدي مقاتلي المعارضة يوم الخميس. وتسبب الهجوم في أكبر نزوح للاجئين منذ بدء الصراع السوري في مارس آذار من العام الماضي.
وقال شاهد لرويترز إن مقاتلين أطلقوا في الهواء نيران مدافع آلية موضوعة على سيارات نقل في الوقت الذي حلقت فيه الطائرة على ارتفاع منخفض فوق رأس العين وأسقطت ثلاث قنابل قبل العودة لتوجيه ضربة ثانية في جزء آخر من البلدة.
ولا ترغب تركيا في استدراجها للصراع لكن قرب هذه الغارات من حدودها يمثل اختبارا لتعهدها السابق بالدفاع عن نفسها من انتهاك حدودها أو أي امتداد للعنف من سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الاثنين إن بلاده أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالغارات على رأس العين التي لا يفصلها عن بلدة جيلان بينار التركية سوى سياج من الأسلاك الشائكة.
وأطلقت تركيا النار مرارا ردا على النيران وقذائف المورتر التي تصل إلى حدودها مع سوريا الممتدة 900 كيلومتر وهي تجري محادثات مع أعضاء حلف الاطلسي بشأن احتمال نشر صواريخ باتريوت أرض جو.
وتقول أنقرة إن هذه ستكون خطوة دفاعية لكن من الممكن ان تكون أيضا تمهيدا لفرض منطقة لحظر الطيران في سوريا للحد من قدرة القوات الجوية السورية على الضرب. والقوى الغربية عازفة حتى الآن عن اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وفي الأسبوع الماضي فر نحو تسعة آلاف سوري خلال 24 ساعة أثناء زحف المقاتلين على شمال شرق سوريا ليتجاوز بهذا عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مخيمات بتركيا 120 ألفا. وهناك عشرات الآلاف من اللاجئين غير المسجلين يعيشون في منازل بتركيا.