- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: الائتلاف الوطني السوري حكومة مؤقتة واجب تحصينها

باريس – بسّام الطيارة
اعترفت باريس وواشنطن الثلاثاء بالائتلاف الوطني السوري المعارض كممثل للشعب السوري، كما فتحت فرنسا الباب امام ارسال اسلحة الى المعارضة السورية بطرح احتمال الغاء الحظر المفروض حاليا على ارسال السلاح الى هذا البلد بقرار صادر عن الاتحاد الاوروبي. وقال هولاند في مؤتمر صحافي عقده في باريس «اعلن ان فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية القادمة لسوريا الديموقراطية التي ستتيح الانتهاء مع نظام بشار الاسد».
وبعدما كانت الدول الغربية ترفض تسليح المعارضة السورية متذرعة بتفككها قال هولاند «سيكون من الضروري اعادة طرح هذه مسالة تسليم الاسلحة ليس في فرنسا فحسب وانما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة» الانتقالية.
وردا على سؤال بشان امكانية حدوث تدخل دولي مسلح ذكر هولاند ان مجلس الامن الدولي «ليس في هذه الحالة الذهنية» بسبب معارضة روسيا والصين. الا انه اعتبر ان على الامم المتحدة «العمل على تحصين» المناطق «المحررة» في سوريا حيث يوجد نازحون.
وقال «سنتحرك باسم مبدأ حماية المدنيين» مضيفا «كل المناطق التي سيمكن تحريرها والتي ستكون تحت سلطة هذه الحكومة (الانتقالية) يجب ان تتم حمايتها».
والجدير بالذكر أن «برس نت» كانت قد كشفت قبل شهر عن هذا التوجه لدى الإدارة الفرنسية بوصف «الفكرة التي يسوق لها الفرنسيون للتدخل في سوريا»، والمبنية على إيجاد مناطق يسيطر عليها الثوار لتكون نواة لحكومة مؤقتة «تطلب حماية» من الدول الداعمة لها». وكانت الفكرة قد نسجت وتم تسويقها ضمن إطار المساعدات الإنسانية التي روجت لها باريس بعد ذلك. وكان « المطلوب ليس فقط مناطق مترابطة جغرافياً بل مطلوب أيضاً «حواضاً سكانية بمعنى تجمعات سكانية تبرر مبدأ الحماية وتأمين وصول المعونات» وهو في ذلك تحضير لتجاوز مجلسالأمن اعتماداً على مبدأ «نجدة بناء على طلب».
وكان رئيس الائتلاف المعارض الجديد احمد معاذ الخطيب دعا من القاهرة المجتمع الدولي الى تسليح المعارضة السورية. وقال في حديث مع وكالة فرانس برس الثلاثاء ان «المعارضة بحاجة ملحة للاسلحة، لاسلحة نوعية».
وقبل ساعات من كلام هولاند كان وزير خارجيته لوران فابيوس يدعو المجتمع الدولي من القاهرة خلال اجتماع بين الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي الى الاعتراف بالكيان الجديد للمعارضة السورية. وقال فابيوس «نحن نأمل ان تعترف مختلف الدول بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري”، مضيفا ان “دور فرنسا هو جعل ذك الامل ممكنا».
من جهتها اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء الائتلاف الوطني السوري «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، لكنها تجنبت الاعتراف به كحكومة انتقالية كما فعلت فرنسا. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر «نعتقد انه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري (…) نريد ايضا ان يبدي (هذا الائتلاف المعارض) قدرته على تمثيل السوريين في داخل سوريا».
الا ان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ كان اكثر حذرا في كلامه في القاهرة. وقال «نحن نريد الان رؤية تنفيذ تفاصيل الاتفاق الذي تم في الدوحة ولا بد ان نرى على ارض الواقع ان الائتلاف الذي جرى تشكيله يمثل باكبر قدر ممكن اطياف المعارضة والطوائف المختلفة داخل سوريا». وتابع هيغ «نريد ان نرى اذا ما كانوا يحظون بدعم الداخل السوري. هذا اعتبار هام للغاية. ولو قاموا بكل ذلك عندها نعم سوف نكون قادرين على الاعتراف بهم كممثل شرعي للشعب السوري».
في أجواء هذه التغيرات المهمة وبعد ان كانت موسكو دعت الاثنين المعارضة السورية الجديدة الى اعطاء اولوية للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد وليس للتدخل الاجنبي، يصل وزير خارجيتها سيرغي لافروف الاربعاء الى الرياض لاجراء محادثات مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي حول النزاع في سوريا، بحسب ما اعلن الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني الثلاثاء.