أكد البيت الأبيض في دعم «لا يتزحزح قيد أنملة»، انه «ليس هناك أي مبرر للعنف» الذي تمارسه حركة “حماس” اثر تصاعد أعمال العنف بين الحركة وإسرائيل في قطاع غزة. وإذ أعرب عن أسفه لسقوط القتلى من الجانبين، حمّل المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “حماس” مسؤولية انفجار الوضع في غزة، معتبرا أن هذا العنف «لا يساعد الفلسطينيين في شيء».
وتتقاطع هذه التصريحات مع ما كان أعلنه اوباما خلال اتصال هاتفي أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ دعاه إلى بذل “كل الجهود الممكنة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين” مع تأكيد دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات “حماس”.
ولكن تتناقض هذه التصريحات الأميركية مع تصريحات الكرملين إذ صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، اليوم، أن روسيا تعتبر غارات إسرائيل على قطاع غزة رد فعل “غير متكافىء” على الهجمات “غير المقبولة ايضا”، التي تشنها حماس. وقال لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي إن “الهجمات في جنوب إسرائيل وعمليات القصف غير المتكافئة (لإسرائيل) على غزة، خصوصاً تلك التي تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين من الجانبين، غير مقبولة إطلاقا”. وأضاف أن “تطور هذا الوضع وفق سيناريو “اللجوء الى القوة غير مقبول”، مؤكدا أن العنف يمكن أن يزعزع استقرار كل المنطقة. وتابع “ندعو بحزم كل الأطراف المعنية الى وقف مواجهتهما المسلحة والعمل على ألا يؤدي النزاع الى حمام دم جديد”.
وقال لوكاشيفيتش “نظرا للوضع الهش في الشرق الأوسط وكل شمال إفريقيا، نعتقد أن مثل هذه الحالات من تصعيد العنف يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة بما في ذلك في إجزاء أخرى من العالم العربي”.
من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرو يوم الخميس إن الرئيس فرانسوا هولاند أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء آخرين في العالم لتجنب تصاعد العنف في قطاع غزة. وأضاف للصحفيين خلال زيارة لبرلين “حان وقت وقف هذا التصعيد الذي يشكل خطرا على أمن إسرائيل وشعبها وعلى أمن الشعب الفلسطيني.” وقال إن فرنسا أجرت “اتصالا مباشرا” مع نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي.
وقال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس “ستكون كارثة إذا حدث تصعيد في المنطقة. تملك إسرائيل الحق في الأمن لكنها لن تحققه بالعنف. وللفلسطينيين أيضا الحق في أن تكون لهم دولة.”
وقد طلبت الولايات المتحدة من مصر استخدام نفوذها لدى الفلسطينيين في مسعى لوقف العنف في غزة، على ما أكد مسؤول أميركي رفيع اليوم، مضيفا أن على حركة “حماس” وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إننا ” نطلب من مصر استخدام نفوذها في المنطقة للمساعدة على تهدئة الوضع”، مضيفا أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سبق أن تحدثت إلى نظيرها المصري محمد كامل عمرو بهذا الشأن.
وعقد مجلس الأمن التابع للامم المتحدة اجتماعا طارئا في وقت متأخر أمس لمناقشة الهجوم الإسرائيلي لكنه لم يتخذ أي خطوات.
وفي لبنان أدان حزب الله الهجمات الإسرائيلية على غزة ووصفها بأنها عدوان إجرامي ودعا الدول العربية لوقف “الإبادة الجماعية.” ونددت إيران بالهجوم الإسرائيلي ووصفته بأنه “إرهاب منظم”.
على صعيد الداخل الإسرائيلي تراجعت الأسهم والسندات الإسرائيلية في حين ارتفعت العملة الإسرائيلية الشيقل عن مستوياتها المنخفضة التي سجلتها يوم الاربعاء عندما هوى الشيقل أكثر من واحد في المئة وهو أدنى مستوى في شهرين مقابل الدولار.
رغم أن شبح حرب جديدة في غزة كان يلوح ف يالأفق مع تزايد وتيرة الهجمات والهجمات المضادة للضربات الإسرائيلية وللردات الصاروخية الفلسطينية.
وقال نتنياهو الذي تشير استطلاعات الرأي الى إنه سينتخب لفترة أخرى في انتخابات مقررة يوم ٢٢ يناير/ كانون الثاني إن من الممكن تصعيد عملية غزة، وفي هذا وافقت الحكومة الإسرائيلية على تعبئة قوات الاحتياط اذا اقتضت الضرورة ذلك للمضي قدما في العملية التي أطلق عليها اسم “ركيزة الدفاع”. من هنا أعلن باراك انه أمر الجيش باستدعاء مزيد من جنود الاحتياط “حتى يمكننا الإعداد لأي تطورات”. وقال كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الاسرائيلية ان الجيش حصل على موافقة باستدعاء قرابة 30 ألفا من جنود الاحتياط.