- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تسعون جلدة لفلسطين

علاء العلي
من المؤكد ان تاريخ 18 تشرين الاول/ اكتوبر 2011 سيبقى راسخاً في الاذهان لفترة طويلة. ففلسطين كانت في عرس! هكذا  تم بث المشهد  عبر الوسائل الاعلامية للقوى السياسية الفلسطينية بشقيها “الممانع” و”العقلاني” على حد سواء. ليحتل قائدا الفصيلين الابرز، محمود عباس عن “فتح” وخالد مشعل عن “حماس”، جزءاً من المشهد، الى جانب الاسرى المحررين. ولم يكن غريبا ان تتولى وسائل الاعلام الغربية تظهير الجندي الصهيوني المختطف كبطلل، في انسجام تام مع ادائها التاريخي. ومن البديهي ان تتولى وسائل الاعلام العربية العقلانية اعطاء اهتمام اكبر لمحمود عباس حتى لا يسقط عنه بريق الخطاب “التاريخي” في الامم المتحدة ايلول/ سبتمبر الفائت. ومن البديهي ايضاً ان تتولى وسائل الاعلام العربية الممانعة استثمار المشهد لتأكيد صوابية خيار المقاومة، وبالتالي اعطاء الحيثية الاكبر لخالد مشعل. ومن الطبيعي ان تفرد وسائل الاعلام الايرانية مساحة لا يستهان بها للمشهد. وعلى الرغم من الخلافات الحادة بين اقطاب النظام، فإن الوسائل الاعلامية اجمعت على ان موقف ايران في دعم المقاومة الفلسطينية كان سندا في وهب الحرية لـ1027 اسير واسيرة فلسطينيين. وبالتالي جيرت لنفسها جزءاً من فرحة عرس فلسطين، الذي تمت احياء مراسمه الابرز في ساحة الكتيبة الخضراء في قطاع غزة. فعملت الوسائل الاعلامية على نقل وقائع الاحتفال لحظة بلحظة. كما ادى موقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك” والهاتف المحمول دوره في نقل الحدث.
من البعيد يعلق احدهم على اصرار فتاة غزية على التقاط صور الاطفال من دون غيرهم، وبثها عبر هاتفها المحمول عبر “فايس بوك”: “شو ما بتصوري غير يلي بعمرك يا بنت؟” فتجيبه بسخرية “ايش خيا بدك اصورلك المنقبات؟”.
يرسل لها خبرا على بريدها الالكتروني عن الممثلة الايرانية مرضية وفامهر ومفاده: حكم على الممثلة مرضية وفامهر بالسجن مدة عام و90 جلدة لدورها في فيلم “مدينتي طهران برسم البيع”، والذي يتناول القيود المفروضة على الفنانين. اما  جريمة مرضية فهي ظهورها حاسرة الرأس في الفيلم الذي يروي قصة ممثلة شابة تمنع السلطات عملها المسرحي وتُدفع الى العيش حياة سرية للتعبير عن ذاتها فنياً، علما ان السلطات اجازت انتاج الفيلم منذ سنوات. ترتجف يد الفتاة الغزية ما ان تنتهي من قراءة الخبر فترد على محدثها: “يا ويلي معقول اذا عرفوا شو حكينا هان يحكموني بسنة حبس وتسعين جلدة؟”