- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أحمد معاذ الخطيب في الإليزيه: سفارة في باريس للمعارضة

باريس – بسّام الطيارة
بعد أن بادرت فرنسا الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كـ«ممثل شرعي وحيد للشعب السوري» كان من الطبيعي أن تتم دعوة رئيسه المنتخب «احمد معاذ الخطيب» لزيارة إلى باريس حيث استقبله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على درج الإليزيه هو والوفد المرافق له (رياض سف وسهير الأتاسي ومنذر ماخوس).
الصورة التي التقطت على درج الإليزيه ذكرت عدداً من الصحافيين بـ«الوقفة» التي جمعت أعضاء المجلس الوطني الليبي والرئيس ساركوزي. الفارق الوحيد هو التواضع والبساطة التي أظهرها هولاند في طريقة استقباله لكل فرد على الدرج ومد يده لسلام حار.
«الإعلان الجديد» الذي أعلن عنه مباشرة بعد اللقاء أمام في ميكروفون نصب على درج الإليزيه لكلمتين مختصرتين لكلا «الرئيسين» هو كشف هولاند عن «تعيين سفيراً للائتلاف الوطني في باريس»، وقال «سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف». إلا أن الرئيس الفرنسي عبر بكلمة صغيرة عن مخاوف الغرب إذ أضاف ««إن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف يجب ان تضم كافة مكونات سوريا» وحدد بشكل خاص «المسيحيين والعلويين».
وقد أجاب الخطيب مباشرة على هذا القلق بقوله إن «الشعب السوري اكتشف بعضه، وكلنا يد واحدة»، وأضاف إن «كل الإشكالات الثقافية والعرقية سوف نحلها فيما بيننا هذه أمور محسومة». ثم شدد على أن الحكومة الفرنسية «رحبت بتعين سفير» وأعلن اسمه الآن «منذر ماخوس» ووضفه بأنه «من أكفأ الشخصيات السورية وسيمثل الائتلاف هنا».
بالطبع يمكن اعتبار هذا الإعلان بمثابة «نصر ديبلوماسي» يسجل من دون شك لصالح الائتلاف، ويمكن أن يشكل «دافعاً قوياً» للقوى الغربية المترددة للاعتراف بجسم المعارضة الجديد.
لم تتسرب أي معلومة عما توصل إليه السوريون مع الفرنسيين حول «تسليح» المعارضة إلا أن مصدراً فرنسياً مقرباً أكد أن مسألة تسليح المعارضة السورية كانت على جدول أعمال اللقاء لأن الرذيس الفرنسي سبق له«و تعهد بإعادة طرح مسألة الحظر الاوروبي على تزويد المعارضة السورية التي تقاتل على الارض بالسلاح» رغم عدم توافق حلفاء باريس على هذه الخطوة بغياب «قيادة موحدة تكن مسؤولة عن السلاح» في إشارة إلى الخوف من أن يقع سلاح ثقيل في أيدي الكتائب السلفية والجهاديين.
وهو ما دفع وزير الخارجية لوران فابيوس لاستباق أجواء اجتماع بروكسل بين الحلفاء الأوروبيين ووصف مسألة السلاح بأنها «ليست سهلة وأنها قد تثير مواقف متباينة».
أما بالنسبة لـ« السفير الذي اختاره الائتلاف» فهو معروف في أوساط المعارضة بأنه «شخصية حبابة» كما وصفه عدد من المعارضين الذين تكلمت معهم «برس نت»، وأشادوا بدمث أخلاقه وكونه «نظيف اليد وخلوق». وقد صرح أحد المعارضين بأنه «علوي من عائلة معارضة منذ ١٩٦٨» في إشارة إلى انشقاق عمه ابراهيم ماخوس وهربه إلى الجزائر عند حصول حركة صلاح جديد وكونه من مؤسسي «حزب البعث الديموقراطي». ويتفق الجميع على أن شخصيته ومعرفته بعدد واسع وعلاقته الطيبة مع معارضين غير منضمين إلى الائتلاف هي التي شجعت الفرنسيين على دعمه لهذا المنصب خصوصاً بعد إحباط بسبب عجزه عن الوصول إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري إذ لم يحصل «إلا على صوت أو صوتين» في الجولة الانتخابية. ويقول مقربون فرنسيون من الملف السوري إن «مشكلة ماخوس لن تكون مع المعارضين الذين لم ينضموا إلى الائتلاف في الداخل أم في الخارج» فهو حسب ما وصفه مصدر خبره في الأشهر الماضيه «علماني يساري منفتح الأفكار وديموقراطي» وهو ما يجعل خصومه في داخل الائتلاف أكثر من خصومه خارجه في إشارة إلى ما بدأ يصدر من تعليقات في مواقع «مويدة للائتلاف» وذات توجهات إسلامية سلفية.