باريس ــ بسّام الطيارة
استقبل فرانسوا هولاند، مرشح الحزب الاشتراكي الرسمي، آخر استفتاء للرأي بهذه الجملة: «هو الرئيس المنتهية ولايته وأنا الرئيس المقبل»، في إشارة إلى نيكولا ساركوزي قاطن الإليزيه الحالي. وبالفعل تشير الاستفتاءات الأخيرة إلى أن هولاند سوف يحصل في الدورة الأولى على ٣٥ في المئة من الأصوات، بينما يكتفي ساركوزي بـ ٢٥ في المئة لينتقلا إلى الدورة الثانية. وسوف تكون حصة مارين لوبن، ممثلة اليمين المتطرف، ١٧ في المئة.
خلاف ذلك الثلاثي في الطليعة، سوف تكون حصة كل من المرشحين الآخرين أقل من عشرة في المئة: فرانسوا بايرو ممثل الوسط ٦،٥ في المئة وجان لوك ميلانشون، حامل لواء الشيوعيين (والاشتراكي السابق) ، 6 في المئة، بينما لا تتجاوز حصة إيفا جولي ممثلة الخضر (والقاضية السابقة في ملفات الهدر والإفادة غير المشروعة) الـ ٤،٥ في المئة، يليها دومنيك دو فيلبان رئيس وزراء شيراك السابق برصيد ٢ في المئة، بينما يكتفي هيرفيه موران (وزير الدفاع السابق في حكومات ساركوزي) بواحد في المئة.
ويشير استفتاء لمؤسسة «بي في أ» (BVA) بأن هولاند سوف يحصد ٦٠ في المئة من أصوات الدورة الثانية، بينما يكتفي ساركوزي بـ ٤٠ في المئة. وربما تبرر هذه النتيجة الخارجة من آلات الإحصاء تفاؤل هولاند وجملته التي لا بد أن تدخل في القاموس السياسي، إلا أن أكثر من خبير يحذر من هذا التفاؤل الذي يمكن أن يكون «قاتلاً». ويشرح بأنه يجب الأخذ بعين الاعتبار لأرقام الدورة الأولى أيضاً من جهة وعدم تناسي أن فرنسا اليوم هي في سياق توجه عام يقود نحو مروحة واسعة تذهب من الـ«وسط-يمين إلى يمين متطرف». وتأتي الأزمة المالية ووعود اليسار بزيادة موازانات دعم العطالة وتشجيع الاستهلاك، عبر وعود بزيادات المرتبات لتخيف الفرنسيين، لتزيد من «مغامرة اليساريين». وبالتالي يكفي وضع أصوات هذه الفئة الموزعة بين ساركوزي ولوبن وبايرو ودوفيلبان وموران أي (٢٥+١٧+٦،٥+٢+١) لنصل إلى «٥١،٥ في المئة من أصوات محتملة» لساركوزي، بينما لن يكون في قدر هولاند من حيث المبدأ سوى «تجميع» ٤٨،٥ في المئة، ولربما هذا ما يبرر «ابتسامة ساركوزي» وهو يبدأ حملته الانتخابية من دون الإعلان عنها.