- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

صراع في حزب المعارضة واستدعاء ساركوزي للتحقيق

باريس – بسّام الطيارة

مثال فرنسي يقول «يضحك كثيراً من يضحك أخيراً»، في عام ٢٠٠٨ ومباشرة بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدت انتصار نيكولا ساركوزي تعرضت حاولت المرشحة الخاسرة «سيغولين رويال» وضع يدها على حزبها الاشتراكي. فشهد الحزب معركة «نشر غسيل» وجرت الانتخابات الداخلية في الحزب في أجواء مسمومة مع تبادل اتهامات بـ«الغش». وكان حزب « التجمع من أجل حركة شعبية» يضحك وسياسيو اليمني يغوصون في شماتة لا بعدها شماتة.
اليوم يعيش « التجمع من اجل حركة شعبية» نفس الظروف التي عاشها الحزب الاشتراكي: فهو خسر الانتخابات الرئاسية والنيابية وذهب ساركوزي إلى منزله وانطلقت معركة التنافس على رئاسة الحزب عشية خروج اليمين من الحكم. وتقرر إجراء انتخابات بين رئيس الوزراء السابق «فرنسوا فيون» وخصمه «جان فرنسوا كوبيه» المقرب من ساركوزي وجرت هذه الانتخابات يوم الأحد وحتى الساعة لم تصدر النتائج وبدأت ظواهر انشقاق وتفسخ في الحزب اليميني.
فقد أعلن كل من فيون وكوبيه كل من جهته مساء الأحد مباشرة قبل الانتهاء من فرز أصوات المقترعين من المحازبين، فوزه برئاسة التجمع وتبادلا التهم بتزوير الاقتراع.
وصرح فرنسوا فييون (٥٨ سنة) امام الصحافة من مقره العام بانه متقدم بـ 224 صوتاً على خصمه في السباق الى رئاسة التجمع للثلاث سنوات المقبلة ليصبح زعيم المعارضة بعد انسحاب الرئيس السابق ساركوزي، وتابع فييون محذرا «لن اترك الانتصار يفلت من المناضلين» مؤكدا انه ينتظر «بهدوء إعلان النتائج من طرف اللجنة» المكلفة الاشراف على الاقتراع الذي تحول الى فوضى في معظم مكاتب التصويت حسب ما تناقلته الإذاعات وقنوات التلفزيون.
وقبل ذلك بقليل أعلن كوبيه (٤٨ سنة) الأمين العام الحالي للتجمع فوزه بفارق «الف صوت» على خصمه أمام الصحافة من مقر الحزب.
وقبل هذين الخطابين كان مقربون من جان فرنسوا كوبيه أعلنوا أنهم« لاحظوا مخالفات» في الاقتراع في مدينة نيس خامس كبرى مدن فرنسا ومعقل اليمين ومدير حملة فرنسوا فيون، وكذلك وفي باريس حيث انتخب فييون نائباً. ورد عليهم النائب «برنار دوبريه» المقرب من فييون بالقول «سنرفع طعوناً أكثر بكثير من طعون كوبيه».
وتحدث مقربون من الفريقين عن «صناديق اقتراع كانت تصل محشوة بأوراق الانتخاب» في تبادل للاتهامات جدير بانتخابات العالم الثالث. في الواقع فإن هذا الاقتراع مهم جداً للشخصيتين ولمؤيديهم اذ ان الفائز سيكون قد حقق سبقاً يجعله في مركز يؤهله لسباق الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٧، رغم التفاق على «انتخابات تمهيدية» قبل عام.
السؤال هل يصل الحزب «موحداً» إلى هذه التواريخ؟ أياً كان الرابح فإن ذيول المعركة وتبادل الاتهامات وحملة التشهير جعلت من غير الممكن أن تعود اللحمة إلى داخل الحزب الذي أسسه جاك شيراك وأوصله إلى سدة الرئاسة مرتين قبل أن يضع ساركوزي اليد عليه، ويقصي كل «الشيراكيين» عن المراكز الحساسة داخل الحزب والدولة. وكان أبرز من خسر جراء ذلك «ألآن جوبيه» رئيس وزراء ووزير الخارجية السابق والابن المدلل للشيراكية، والذي يتابع اليوم معركة تمزيق الحزب بنهم عله يستفيد من «صراع الديوك» حسب وصف أحد المقربين منه.
وخلال ذلك لم يتوقف القضاء عن عمله: فقد استدعى قاضي «جان ميشال جانتي» التحقيق قي قضية الميليارديرة «ليليان بتانكور» صاحبة شركة «لوريال»، الرئيس السابق ساركوزي للتحقيق في بوردو. ويود القاضي التحقيق في الاتهامات الموجهة لساركوزي بحصوله على «أموال لتمويل حملته الانتخابية عام ٢٠٠٧». ومن الممكن جداً أن يوجه له القاضي بعد التحقيق تهمة ليكون ثاني رئيس جمهورية يواجه القضاء …بعد جاك شيراك.