القاهرة – رغدة العزيزي
يتفاجئ المار في ميدان التحرير يوم أمس واليوم من هتافات المتظاهرين المطالبة بإسقاط النظام ويعتقد للوهلة الأولى إن الثورة المصرية بدأت اليوم وليس في 25 كانون الثاني/ يناير ٢٠١١ وان نظام مبارك لا يزال على كرسي الحكم . تنطلق من ميدان التحرير غازات مسيلة للدموع وأصوات رصاص، ويشهد الميدان الشهير عمليات كر وفر بين قوات النظام و«الثائرين» المطالبين بالقصاص للشهداء، في الذكرى السنوية لشهداء محمد محمود.
و أكثر ما يثيرك اليوم في سلوك المتظاهرين وضعهم لاصق طبي على إحدى عينهما وتسألهم عن سر المشهد، فيروا قصة مضى عليها سنة فيها ما فيها من الغرابة والقسوة ة عن عناصر من الأمن المصري كانوا يطلقون النار مباشرة على أعين المتظاهرين ليسقطوهم إما شهداء أو مفقئي الأعين فتجاوز عددهم 150 شهيد و300 مصاب بعينه في ما عرف بـ«قناصة العيون».
ولكن ما يحرق الأعصاب أكثر إن الرئيس محمد مرسي كرّم المسؤول عن عمليات القنص هذه واسمه «حمدي بدين» الذي برئ من التهمة ومن دم الشهداء. والمدهش أن هذا الضابط كوفئ بتعينه ملحقاً عسكرياً في الصين .
ولم تقتصر مطالب المتظاهرين على محاسبة الجاني في حادثة محمد محمود بل هتفوا لحل اللجنة التأسيسية للدستور بعد ان انسحبت منها معظم القوى السياسية ولم يبقى فيها إلا… الإخوان الذين بدورهم ما زالوا مصرين على إكمال صياغة الدستور ليفرضوا توجهاتهم وتشريعاتهم.
ويقول مصطفى السيد احد المتظاهرين في الميدان وهو يقح شبه مختنقاً من قنابل الغازات «إن فشل الحكومة في ادارة البلاد ومنح القلادات لفلول المدانين بقتل المتظاهرين بهدف إلى حماية نظام مرسي» وتابع «ادى ذلك الى فشل الثورة وشعرنا أننا لم نغير إلا وجه الدكتاتور» واستطرد « أما السياسة فهي واحدة» وأنهى بالقول إن « هذا من شأنه ان يؤخر عجلة التطور التي نبتغيها لنقل مصر إلى مصاف دولة حديثة ديمقراطية».