معمر عطوي
لم تمنع قضبان السجون الأوروبية أعضاء اليمين المتطرف (النازيون الجدد) من تبادل الرسائل بينهم عبر القارة العجوز في محاولة لشد أزر بعضهم وتنظيم صفوفهم في وجه “أعداء العرق الآري”.
لقد نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية (11 تشرين الثاني 2012) تقريراً عن رسائل تدور بين أقطاب النازيين الجدد وأعضاء اليمين المتطرف في أوروبا عبر السجون.
لعل أهم هذه الرسائل تلك التي بعث بها القاتل الجماعي النروجي، آندرس برايفغ (33 عاماً)، من سجنه في بلده الى “عروس النازية” الألمانية، بيئاتي تشّيبي، المسجونة في الحبس الاحتياطي في مدينة كولن، لاتهامها بالاشتراك مع مجموعة “ثورنغن” اليمينية المتطرفة بارتكاب عشر جرائم قتل بين العامين 1998 و2011.
الصحيفة أشارت الى أن هدف برايفغ من بعث هذه الرسائل هو الاستفادة من عملية الدعاية اليمينية المتطرفة التي يقوم بها تنظيم النازيين الجدد في المانيا NSU الذي تنتمي اليه تشّيبي. وتشير “بيلد” الى أن صحيفة “در شبيغل” سلطت الضوء على رسالة بعث بها برايفغ الى تشّيبي في أيار الماضي، تم ضبطها من قبل القضاء ولم تصل الى القيادية النازية الألمانية.
تتحدث “بيلد” عن “أسطر جنونية” للقاتل الجماعي النروجي، الذي يخاطب تشّيبي بعبارة “عزيزتي الأخت بيئاتي”، ويوصيها في الرسالة بأن تكون صريحة في “دافعها السياسي”، قائلاً أنها قد تكون “بطلة شجاعة في المقاومة القومية، بحيث تعمل وتضحي، من أجل وقف تحويل ألمانيا الى بلد متعدد الثقافات وأسلمتها (من الاسلام)”.
ويثني برايفغ على جرائم NSU التي أودت الى مقتل عشرة مهاجرين أجانب في ألمانيا.
كما يتمنى بأن يكون هو وتشّيبي من “شهداء ثورة المحافظين، ونفتخر بشدة بتضحيتنا وبجهدنا”.
وفي نهاية هذه الرسالة يقول المتطرف النروجي لنظيرته الألمانية “نحن كلانا (نسير) تحت أول قطرة من المطر، والتي ستعلن عاصفة تنظيف عنيفة، تنتشر عبر أوروبا”.
برايفغ، الذي قام في أب الماضي بتنفيذ اعتداءات في أوسلو وأوتويا في النروج، وأدت الى مقتل 77 شخصاً، والمحكوم بالسجن 21 سنة، يحاول إقامة علاقات مع مجرمين يمينيين خارج سجنه.
فقد تلقى اليميني المتطرف السويدي المعروف باسم “قناص مالمو”، بيتر مانغز (40 عاماً) بريداً من برايفغ. ومانغز مًدان في تموز الماضي بتنفيذ جريمتين احترافيتين وأربع محاولات قتل.
تنقل الصحيفة الألمانية عن متحدث باسم السجن تأكيده بأن برايفغ تلقى أكثر من 600 رسالة وتبادل الرسائل بشكل مُكثّف مع متطرفين في النروج وخارجها.
وبدا برايفغ في رسائله مولعاً بتشكيل شبكة إرهابية يمينية متطرفة عبر أوروبا.
فهو يقول في رسالة بعث بها الى الجناح الروسي المُتطرف: “هدفي هو تشكيل شبكة تتألف من شهداء وسجناء سياسيين”.
وفي “مانيفست” مؤلف من 1500 صفحة، كتبه برايفغ، يشير الى شبكة يسميها “جمعية فرسان الهيكل” التي يقول انه ينتمي اليها. لكن “بيلد” تشير الى أن لا دليل على وجود هذه الشبكة.
لطالما توجه برايفغ باعتبار نفسه “شهيداً يمينيّاً”. وأثناء أول جولة من محاكمته تم نزع الأصفاد عن يديه وقام بضرب يده اليمنى على صدره، رافعاً اياها بما يشبه تحية زعيم النازية في القرن العشرين أدولف هتلر.