عقد الزعيم الدرزي رئيس “جبهة النضال الوطني” وليد جنبلاط مؤتمراً صحافياً شرح فيه مبادرته وتوسع في الشأن اللبناني ورأى أن الحوار وحده يخرج البلاد من الأزمة، رافضاً تحميل الحكومة الحالية مسؤولية اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن ومؤكداً انه في حال لم يحصل اتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط فانه سيعود ويسمي ميقاتي رئيساً. وأشار جنبلاط إلى انه يرفض أي اتهام لميقاتي باغتيال الحسن، قائلاً إن “الحكومة الحالية هي من حمت اللواء الشهيد وسام الحسن واللواء اشرف، كما أن البعض ينسى أن هذه الحكومة مولت المحكمة وحافظت على البروتوكول مع الأمم المتحدة”.
وقال” نقطة الخلاف الأساسية هي السلاح،البيان الوزاري للحكومة وأؤكد أنه لا يمكن أن نبقى في معادلة فيها عدم وضوح وخلط بين المقاومة والجيش، ولا بد في يوم ما أن تكون المرجعية هي الدولة”. وأضاف ” وضع الرئيس سليمان الأسس لكيفية الاستفادة من سلاح المقاومة للدفاع عن لبنان، وفقط لبنان ومعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ونزع السلاح داخل المدن” مشيراً إلى انه “لا بد أن نعود للدولة عاجلا أم آجلا، ونعم لتحرير الأراضي المحتلة بالطرق الملائمة ولا للخروق الإسرائيلية ولا لاستخدام الأراضي اللبنانية لأمور خارج مصلحة لبنان، لسنا مع استخدام طائرات أيوب وغيرها لأمور خارج لبنان”.
وأكد أن “العلاقة ممتازة مع حزب الله، إلا أننا اختلفنا معه في موضوع مقاربة الأزمة السورية والخلاف سياسي ديموقراطي، وأكرر لمن يريدون محاربة إيران ليفعلوا ذلك خارج لبنان. معتبراً أن “حزب الله مجرد أدوات، يستشهدون في سوريا كما في الجنوب”. وقال “إذا لم يجر اتفاق داخلي بين جميع الفرقاء على حكومة وسطية تكنوقراط أو سموها ما شئتم،لن أستقيل من الحكومة وإن جرت استشارات نيابية لتشكيل حكومة سأعود وأسمي نجيب ميقاتي”.
ودعا جنبلاط “القضاء إلى إصدار القرار الاتهامي في اغتيال الحسن وقضية ميشال سماحة وإن كان أحد القضاة خائفا ليتنحى لأن هذا الأمر يعجل في تنفيس الاحتقان”.
وأشار إلى أن “القرار الظني صدر واتهم عناصر من الحزب”، سائلا “فهل من الضروري في كل لحظة وكل زمان ومكان التذكير بهذا الأمر، ألا يدرك البعض أن هذا التذكير يزيد الشرخ بين طائفتين كريمتين”، مشدداًعلى “وجود مخطط غربي كبير يريد شرخ المنطقة عامودياً وإشعال فتنة شيعية-سنية”.
وتوجه لأصحاب الشأن قائلاً “إذا كان لدى الحزب أدلة على أن إسرائيل هي التي اغتالت الحريري كما يدعون، ليتفضلوا ويدافعوا عن أنفسهم في المحكمة الدولية، ولمن يريدون العدالة أقول لا بد أن تأتي العدالة إن لم تكن الدولية فستأتي الإلهية”.
ودعا النائب جنبلاط إلى إعادة النظر في اتفاقات الاستيراد والتصدير، ووقف التهريب الأمني والحزبي في المرفأ والمطار، والإسراع في استثمار الثروة الغازية لأن إسرائيل وقبرص بدأتا بالحفر.
واتهم العرب بمحاربة إيران في لبنان ما قاد إلى مقاطعة اقتصادية للبنان،وشدد على «رفض محاربة طهران في بيروت» واستطرد بأن «لبنان ليس قطاع غزة ثان»، وبالتالي أضاف «ونرفض استعمال طهران للبنان كغزة ثانية من أجل تحسين ظروف تفاوضها الدولي».
وفي الشأن السوري، أشار جنبلاط إلى “وجود صراع دولي على سوريا، وانه إذا لم يتم وضع حد للحرب الأهلية، فان سوريا قد تفجّر المنطقة. والمطلوب هو جهد دولي يوحد المعارضة السورية وعلى مجلس الأمن الاجتماع لحل الأزمة لأنه كلما طال الصراع تدمرت سوريا وازداد الشرخ”.
وعن زيارة نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى سوريا، قال “لست افهم أبدا زيارة لاريجاني إلى سوريا وهذا الدعم للنظام السوري على حساب الشعب السوري والدولة السورية ولكن يبدو أن هناك مخططا دوليا لتدمير سوريا”.