أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، اليوم، على انه بعد حصول فلسطين على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة، سيكون الفلسطينيون أمام معركة سياسية هي الأصعب في تاريخهم لتثبيت حل الدولتين.
وقال عبد ربه لوكالة “فرانس برس” في نيويورك إن “التصويت الكبير الذي حصلت عليه فلسطين، هو تأييد لحقوقنا من جهة وتعبير عميق عن قلق دولي من ضياع حل الدولتين بسبب سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة أخرى”.
وأضاف “نحن أمام معركة سياسية هي الأخطر والأصعب في تاريخنا ولا بد من خوض المعركة من أجل إعادة تصويب المفاوضات ومسارها”.
وأشار إلى أن “الموقف الإسرائيلي الذي تمثله حكومة نتنياهو الآن يتحدث عن مفاوضات بدون شروط مسبقة مما يعني مفاوضات بشروط نتنياهو بالكامل فهو يريد مفاوضات معنا على قاعدة شروطه”.
واعتبر أن التصويت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة “رسالة من الكتل الدولية المؤثرة انه لا بد من عمل سياسي استثنائي خلال العام المقبل لإنقاذ حل الدولتين”.
ولفت إلى أن “امتناع ألمانيا عن التصويت ذو دلالة هامة للغاية بل يساوي التصويت بنعم بالنسبة لنا ولمن فهم معنى هذا التصويت، حيث أن ألمانيا تتخذ لأول مرة موقفاً يتجه نحو التغيير لمواقفها”.
وفي السياق نفسه، وصف عبد ربه ردة الفعل الأميركية على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين مكانة دولة مراقب بـ”الهادئة رغم أن تصويتها كان سلبيا”.
وأضاف أن “مجمل سياسة نتنياهو ساعدت أيضا في هدوء الموقف الأميركي لأن حليفهم نتنياهو يضر باستقرار المنطقة عموما، واعتقد أنهم يدركون أن تطرفه يقود المنطقة إلى التوتر ولا يساعد الدور الأميركي في المنطقة بل يضر بمصالح الولايات المتحدة”.
وقال إن “هذا التصويت إدراك عميق أن سياسة نتنياهو ستصل بالمنطقة وبالصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى طريق مسدود وخيارات صعبة وربما مستحيلة إذا لم يتم التدخل بقوة الآن وفورا”.
وأشار إلى أن “نتنياهو يحاول تهميش الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبالمقابل يضخم الخطر الإيراني”، داعيا دول العالم التي “تخيفها خيارات نتنياهو إلى مساهمة أكثر فعالية في تحويل المفاوضات إلى عملية سلام جدية”.
ورأى أن ” هذا أيضا يتطلب سياسة فلسطينية نشطة بدون تراخ أو أوهام بأن الحصول على دولة مراقب قد فتح الطريق نحو دولة فعلية، وسيكون خطأ إذا لم نتحرك بقوة ونشاط ومعنا أصدقاؤنا والعرب جميعا”.