- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نابليون كان ينوي تفجير الكرملين

دفع «متحف الخطابات والمخطوطات» في باريس مبلغ 178 ألف يورو خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي، ثمنا لخطاب مشفّر لنابليون بونابارت، كتب بخط يده قبل 200 سنة. ويعادل هذا المبلغ عشرة أضعاف ذلك الذي كان متوقعا قبيل طرح الخطاب في المزاد.

وقالت ادارة المزادات «فونتانبلو» في جنوب العاصمة الفرنسية إن الخطاب يحمل تاريخ 20 اكتوبر/ تشرين الأول 1812 وكتبه القائد الفرنسي لقواته بشيفرة رقمية، كعادته في أسلوب التمويه الذي كان يعتمده عندما كان يراسل جنرالاته خلال المعارك والحروب.

وبفك رموز هذه الشيفرة، اتضح أن نابليون كان يعاني من ضغوط هائلة ألقاها عليه حلمه الكبير (الذي استحال كابوسا) بغزو روسيا. ويأتي فيه: «سأفجر الكرملين مع حلول الساعة الثالثة صباحا في الثاني العشرين (اكتوبر 1912)». ويحدد نابليون في هذا الخطاب خط الرجعة ويهيب فيه بأتباعه إرسال المؤن الى مدن الغرب الروسي. ويعترف بأن «خيّالاتنا مشرذمون وجيادنا تموت بردا وجوعا وضعفا».

يذكر أن متاحف العالم والمؤسسات المشابهة تبدي حاليا قدرا هائلا من الاهتمام بمراسلات نابليون، خاصة مع اقتراب مناسبة مرور 200 سنة (في 2015) على معركة ووترلو الشهيرة التي دقت المسمار الأخير في نعش حياته العسكرية والسياسية. ويذكر أيضا أن خطابا كان قد كتبه- بلغة انكليزية ركيكة- بعد مرور عام على معركة ووترلو بيع قبل أشهر قليلة في مزاد علني بمبلغ 325 ألف يورو.

أما الخطاب الذي يعلن فيه نابليون نيته تفجير القيصر الروسي فقد أرسله الى «وزير خارجيته»، اوغ يرار ماريه الذي كان يقود قوات فرنسية في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا الحديثة. وكانت قوات نابليون قد دخلت موسكو بعد انسحاب القوات الروسية منها. لكن تساقط جليد الشتاء القارس أقنعه بأن البقاء في العاصمة الروسية فادح الثمن فبدأ يبحث عن مخرج منها. ويبدو أن الإحساس بأنه لم يكن يقبض على حلم وإنما كابوس هو الذي دفعه لإعلان الانسحاب ولكن بعد أن يحيل الكرملين نفسه ركاما عقابا للروس على متاعبه الرهيبة من ورائهم.

ونفذ نابليون تهديده بالفعل قبل أن يبدأ انسحابا مهينا من العاصمة الروسية. وكانت هذه النقطة هي بداية نهاية مجده العسكري الذي غربت شمسه للمرة الأخيرة في معركة ووترلو، بلجيكا حاليا (من 16 إلى 19 يونيو/ حزيران 1815). فقد أنزل به دوق ويلينغتون قائد القوات الانكليزية هزيمة مريرة صارت مضرب المثل للعظيم الذي يسقط فيقال إنه «لاقى نهاية ووترلو».