افادت تقارير استخباراتية بأن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في طريقه الى الولايات المتحدة، بعدما كانت انباء متضاربة تحدثت عن إقالته أو انشقاقه وعودته الى لندن حيث كان يعمل في السفارة السورية.
ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن مصادر دبلوماسية وصفتها بالموثوقة “ان مقدسي في طريقه الى الولايات المتحدة أو انه وصل بالفعل”، بعد نجاحه في الافلات من عيون مخابرات النظام ومغادرته دمشق الى بيروت، في حين يؤكد مسؤولون بريطانيون انه ليس في بريطانيا.
وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية “نحن لسنا في وضع يتيح تأكيد أعماله أو مكان وجوده”.
ومقدسي نفسه، وهو اكبر مسؤول مسيحي ينشق عن نظام الرئيس بشار الأسد، لم يقل شيئا ولكن شقيقه سامي قال في صحفته على “فايسبوك” ان اعلانا سيصدر “قريبا”. وما اثار مزيدا من البلبلة ان موقع “النشرة” اللبناني نقل عن سامي نفيه انشقاق جهاد وزعم ان صفحته على “فايسبوك” تعرضت للاختراق.
واعتبر كثير من المعارضين السوريين ان رحيل مقدسي هروب وليس انشقاقا لأنه خدم النظام بإخلاص فترة طويلة. ونقلت صحيفة “الغارديان” عن معارض سوري قوله “جرذ يغادر سفينة غارقة”، فيما اشاد آخرون بوطنيته ونزاهته.
ولم يصدر تعليق من الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، لكن العضو القيادي في المجلس الوطني السوري اسامة منجد قال ان هروب مقدسي “ضربة هائلة اخرى للنظام على غرار انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب. فان مقدسي كان بوقهم والشخص الذي يشرعن افعالهم ضد الشعب. ويبين ذلك ان النظام يلفظ انفاسه وان موته بات قريبا”.
والتزمت وسائل الاعلام الرسمية السورية جانب الصمت بشأن قضية مقدسي. ولكن الحكومات الغربية اغتنمت حادثة اختفائه حيث قال دبلوماسي “إذا كان الرجل المكلف بالكذب على العالم لا يستطيع ان يهضم الأسد بعد الآن فان هذه ادانة قوية للنظام ورسالة الى الآخرين الذين قد يفكرون في الاقتداء بمثاله”.