- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رحيل بطريرك انطاكية وسائر المشرق

توفي الاربعاء بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم عن 92 عاما، بعد مسيرة طبعها الانفتاح على الكنائس والديانات الاخرى.
واعلن مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في الاشرفية في شرق بيروت ان “غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم قد توفي عند الساعة 9,40 صباح الاربعاء، اثر مضاعفات جراء الجلطة الدماغية التي تعرض لها صباح الاثنين في الثالث من كانون الاول/ ديسمبر”.
واكدت البطريركية ومقرها دمشق لوكالة فرانس برس الوفاة.
وبرحيل اغناطيوس المولود في قرية محردة بمحافظة حماة وسط سوريا في الرابع من نيسان/ ابريل 1920، تفقد الكنيسة الارثوذكسية المشرقية “بطريركا منفتحا على الكنائس الاخرى، ومعنيا كثيرا بالعلاقات مع المسلمين والحوار”، بحسب رئيس مركز الدراسات المسيحية الاسلامية في جامعة البلمند الكاهن الارثوذكسي جورج مسوح.
وقال مسوح ان البطريرك الراحل “اضاف الى العلم والمعرفة، التواضع والتقشف، وكرس نفسه للكنيسة”. وتابع “جمع ما بين اللاهوت والفكر من جهة، والامور العملية من جهة اخرى، فكان مفكرا كبيرا واسس مدرسة ومعهدا للاهوت والجامعة الارثوذكسية الاولى في العالم (1988)”، وهي جامعة البلمند في شمال لبنان.
ونظرا الى موقعه الديني على رأس كنيسة تعد من الابرز في المشرق العربي، لم تغب السياسة عن مواقف هزيم لا سيما في الاوضاع التي رأى فيها تأثيرا على المسيحيين وسط صعود التيارات الاسلامية في العالم العربي.
ويقول مسوح ان هزيم كان “متخوفا على مستقبل المسيحيين في ظل الانظمة الصاعدة في الدول العربية”، مشيرا الى “التزامه قضية فلسطين والحرية والانسان العربي”.
وفي سوريا، التي تعد مقرا للبطريركية الارثوذكسية وتشهد منذ منتصف آذار/مارس 2011 احتجاجات مطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، قال مسوح ان اغناطيوس الرابع هزيم “كان متحفظا في إبداء رأيه، لكنه شدد دائما على الحوار”.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد عن البطريرك هزيم في آذار/مارس 2012 تحذيره من اي تدخل اجنبي في سوريا لانه “سيطال المسيحيين والمسلمين على حد سواء”، معتبرا ان المستهدف “هو الشعب السوري ووحدته الوطنية”.
واعتبر البطريرك ان الازمة “لم تفرق بين مسيحي ومسلم”.
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان هزيم “عرف بمواقفه الوطنية وموقفه الى جانب وطنه الام سوريا”.
وقال المجلس الوطني السوري المعارض من جهته ان “حزن سوريا الجليل على فقد (…) علم من اعلام الفكر والمعرفة والقيم فيها”، يأتي “في ظل الالم الكبير الذي يعتصر البلاد من اقصاها الى اقصاها نتيجة افعال النظام”.
وفي لبنان حيث يعد الارثوذكس ثاني اكبر مذهب مسيحي بعد الموارنة، سجي جثمان البطريرك في كنيسة مار نقولا في الاشرفية. ونعت شخصيات سياسية ودينية من مختلف الطوائف البطريرك، فقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان غيابه “خسارة للبنان والعرب نظرا لما كان يتمتع به من حكمة وشجاعة ودعوة دائمة الى الحوار والتلاقي”.
واعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحداد الوطني في يوم التشييع الذي من المقرر ان يحدد في اجتماع يعقده المجمع الانطاكي في دير سيدة البلمند الخميس.
ونال حبيب اسعد هزيم، وهو البكر بين ثلاثة ابناء وخمس بنات، اجازة في العلوم الفلسفية والتربوية في الجامعة الاميركية في بيروت العام 1945، بعد وسمه شماسا على اسم القديس اغناطيوس الانطاكي العام 1941، بحسب نبذة عنه وزعتها البطريركية.
ونال الاجازة في اللاهوت والفلسفة من معهد القديس سرجيوس الارثوذكسي في باريس التي سافر اليها العام 1949، قبل ان يعين اسقفا العام 1962. وانتدب في السنة نفسها لتولي رئاسة دير سيدة البلمند ومدرسته الاكليريكية.
وفي 2 تموز/يوليو 1979، انتخب البطريرك الـ157 على انطاكية وسائر المشرق، ونصب في الكاتدرائية المريمية باسم البطريرك اغناطيوس الرابع، بعدما كان منذ العام 1965 مطرانا على ابرشية اللاذقية.
ويتقن الراحل العربية والفرنسية والإنكليزية، ويلم باليونانية والروسية، وله العديد من الكتب المترجمة والمنشورات في تاريخ اللاهوت.