- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إسرائيل تواصل تقطيع أوصال الضفة الغربية

مضت إسرائيل قدما أمس الاربعاء في خططها لبناء نحو 3000 منزل للمستوطنين اليهود في واحدة من أكثر المناطق حساسية في الضفة الغربية المحتلة في تحد للادانات الدولية. وصرح مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن مهندسين معماريين ومقاولين قدموا للجنة فرعية تابعة للادارة المدنية في الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة الجيش خططهم للبناء في المنطقة E1 القريبة من القدس وهي خطوة أولية تسبق صدور اي تراخيص بالبناء.
وإذا نفذت إسرائيل خططها التي أعلنتها هذا الاسبوع فستكون المنطقة موقعا لمدينة استيطانية يهودية جديدة على ارض محتلة يرى الفلسطينيون انها يجب ان تكون جزءا من دولتهم التي حصلوا على اعتراف بها في الامم المتحدة.
وأثار قرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المؤيدة للمستوطنين ببناء منازل في المنطقة إي1 لأول مرة قلق الفلسطينيين وعواصم العالم.
ومن شأن إقامة مساكن إسرائيلية في هذه المنطقة أن يؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية وعزل الفلسطينيين عن القدس الشرقية ويقضي على آمالهم في إقامة دولة فلسطينية متماسكة جغرافيا. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحفيين في مدينة رام الله إن مشروع (E1) “خط أحمر لا يجوز ان يمر مرور الكرام.”
وتابع قائلا “الاستيطان الذي أعلنته اسرائيل خط أحمر – ليس لانه يقسم الضفة الغربية وهذا صحيح – (ولكن) لأنه استيطان وبالتالي نحن توجهنا إلى الكل إن هذا يجب أن لا يحصل واذا حصل نحن سنلجا الى كل الاساليب المشروعة والقانونية من اجل ان تتوقف اسرائيل عن هذا.”
واجتمعت اللجنة الفرعية لمجلس الاسكان الاعلى التابعة للادارة المدنية قبل ساعات من زيارة نتنياهو لألمانيا حيث من المتوقع ان تعبر المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن استيائها من مشروع الاستيطان. وأكد نتنياهو مجددا إن إسرائيل مازالت ملتزمة بحل الدولتين مع الفلسطينيين. وسيتوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي وهو في طريقه لألمانيا في براج لشكر جمهورية التشيك على تصويتها في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي ضدر قرار ترقية وضع فلسطين الى دولة غير عضو في الأمم المتحدة.
وقال نتنياهو إن السلام يجب أن يتضمن “دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بدولة إسرائيل اليهودية الواحدة والوحيدة” في إشارة إلى الشرطين اللذين تضعهما إسرائيل ورفضهما الفلسطينيون.
ورفض نتنياهو الأوفر حظا للفوز في الانتخابات العامة التي ستجرى في 22 يناير كانون الثاني القادم بدعم من الناخبين من الجناح اليميني دعوات الولايات المتحدة وأوروبا بالتراجع عن بناء المستوطنات التي تعتبرها معظم دول العالم غير شرعية. وقال في براغ “إسرائيل لن تضحي بمصالحها الحيوية من أجل أن تنال إعجاب العالم.”
وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية أن اعمال البناء في المنطقة E1 لن تبدأ قبل عام على الأقل. وقال مسؤول وزارة الدفاع معلقا على اجتماع اللجنة الفرعية “هذه مرحلة اجرائية أولية لتسليم الخطط.”
وفي بروكسل ناقش السفراء المسؤولون عن قضايا الامن أمس الثلاثاء امكانية ان تبعث جميع دول الاتحاد وعددها 27 دولة برسالة الي تل ابيب للتعبير عن استيائها او استدعاء سفراء إسرائيل لديها للتشاور وهي خطوة اتخذتها بالفعل خمس من دول الاتحاد.
وقال دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي لرويترز انه لم يتم اتخاذ أي قرارات رسمية اثناء الاجتماع وان السفراء سيجرون المزيد من المناقشات بشان المسألة يوم الجمعة.
وقال محللون إسرائيليون إن نتنياهو يأمل في تعزيز دعم الجناح اليميني بتشجيع النشاط الاستيطاني في إطار الاستعدادات للانتخابات البرلمانية حتى لو خاطر بمواجهة عزلة دبلوماسية.
وانهارت في عام 2010 محادثات إسرائيلية فلسطينية ترعاها الولايات المتحدة بسبب نزاع على بناء المستوطنات ومضى عباس قدما في خطته الأحادية في الأمم المتحدة رغم اعتراضات أمريكية وإسرائيلية ودعوات للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال نتنياهو في براغ “صراعنا مع الفلسطينيين لن يحل إلا من خلال المفاوضات المباشرة التي تلبي احتياجات كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
“لن يحل من خلال قرارات منحازة في الأمم المتحدة تتجاهل احتياجات إسرائيل الحيوية وتقوض الركائز الأساسية للسلام.”
وترى معظم الدول أن المشروعات الاستيطانية الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 غير مشروعة ويعيش فيها الان اكثر من نصف مليون إسرائيلي وسط 2.5 مليون فلسطيني.