
بيروت – «برس نت»
علمت «برس نت»من مصادر مقربة من المعارضة السورية عن اجتماع سري في تركيا لعدد من أفرقاء المعارضة السورية المقاتلة على الأرض بهدف توحيد قياداتهم المتنافرة بعد ضغوط كبيرة من الدول الداعمة لها. وقد حضر عدد من المسؤولين الأتراك وبعض الدول الخليجية ومستشاريين عسكريين من بعض الدول الغربية.
ويهدف الاجتماع الذي يدوم منذ ٣ أيام في أجواء مشحونة حسب المصدر إلى التوصل إلى هكيلية موحدة للقيادة العليا ودمج القيادات العاملة في المناطق، ما يمكن أن يمثل نواة لقوة مقاتلة موحدة، وهو الهدف الذي شدد واشنطن عى ضرورة الوصول إليه.
ويقول مصدر أوروبي تابع التحضيرات التي سبقت الاجتماع، إن واشنطن ترى أنه من غير الممكن إسقاط النظام السوري في ظل التشرذم الذي تعيشه القوات المقاتلة للمعارضة، كما أنها مثلها مثل الأوروبيين تربط كل مساعدة عسكرية بضبط المقاتلين وخصوصاً الكتائب الجهادية السلفية.
وقد شارك عدد كبير هذه الكتائب في الاجتماع السري غير أن جبهة النصرة المتشددة والتي تعلن ارتباطها بالقاعدة غابت عن الاجتماع. ويرى البعض أن هذا الغياب قد يهدد بتقويض مشروع دمج القوى المقاتلة، بينما يرى آخرون أن هدف هذا الاجتماع هو بالتحديد «إبعاد الكتائب المتشددة ومحاصرتها للحد من أشنطتها» التي ترسل إشارات سلبية بسبب المجازر التي ترتكبها بحق الأقليات.
وكتيبة النصرة التي لا يتجاوز عدد مقاتليها بضع مئات تتميز بفاعلية كبيرة على الأرض وتتمتع بنفوذ متزايد يجذب عدد من مقاتلي المعارضة.
ويتابع المصدر الغربي بأن تزايد الشكاوى من قيام بعض مقاتلي الكتائب السلفية بالنهب والخطف والقتل، ترتد سلباً على قوات المعارضة ككل وتزيد من إلتحام بعض شرائح الشعب السوري بالنظام رغم كل مساوئه. وهو ما يفسر توجه الدول الغربية لوضع جبهة النصرة على لائحة الإهاب.
ذكرت وكالة أنباء رويترز نقلاً عن مشارك في الاجتماع مقرب من «كتيبة الصحابة» أن «جبهة النصرة» حاولت بالفعل تعطيل انضواء المقاتلين تحت لواءالائتلاف الوطني السوري المعارض الجديد الذي بدأت الدول تعترف به والذي يشرف على الاجتماع السري لتشكيل قيادة موحدة لمقاتلي المعارضة.
وحسب أكثر من مصدر من المحتمل في حال التوصل إلى اتفاق أن تكلل القيادة أربع تشكيلات يقود كل منها ضابط منشق عن الجيش النظامي يعاونه قيادي معارض من المقاتلين حسب منطقة تواجد التشكيل. وسوف تتكشل قيادة أركان يشارك بها ممثلين عن مختلف الكتائب والجبهات المقاتلة.
وتؤكد مصادر متقاطعة أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق على الأسماء، وهي العقبة الكبرى التي تؤجد الوصول إلى إعلان هذا الاتفاق، فإن مسألة التسليح المباشر للمعارضة المسلحة سوف تأخذ منحى جدياً، خصوصاً وأن سيطرة المعارضة على الأرض بدأت تتوسع في شمال وفي وسط البلاد.