- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجيش الإسرائيلي: اقتلوا جنودنا لمنع أسرهم

القدس- فادي هاني
“أمر هنيبعل”، وهو الإسم العسكري الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي ويقضي بأن يمنع جنوده أسر زميل لهم، حتى لو اضطروا إلى إطلاق النار على آسريه وقتله، وهو ما تعتزم قيادة الجيش الإسرائيلي العودة إلى استخدامه على ما يبدو بعد “الثمن الباهظ” الذي دفعته إسرائيل للمقاومة الفلسطينية مقابل أسيرهم شاليط.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” ذكرت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، أمر بإرشاد قادة الوحدات العسكرية بسلسلة عمليات استباقية تمنع أسر جنود، وإحباط ذلك بشكل مباشر في حال حدوثها، حتى لو كلف ذلك قتل جندي إسرائيلي يتعرض للأسر، وهو ما يعرف بـ”أمر هنيبعل”.
الصحيفة أشارت إلى أن “أمر هنيبعل” موجود في الجيش كعقيدة شفهية، وتحولت إلى نظام معمول به رسمياً منذ الثمانينيات، بحيث تلزم الجنود بمنع أسر جندي بأي ثمن كان، وتنص التعليمات الخاصة بهذا الأمر على “إطلاق النار باتجاه سيارة آسري الجندي الإسرائيلي رغم أن ذلك قد يؤدي إلى مقتل الجندي الإسرائيلي الأسير”.
وبحسب الصحيفة، فإن مبدأ “أمر هنيبعل” هو أن إسرائيل تفضل جنديا ميتاً على جندي أسير الذي ستضطر لأن تدفع مقابل تحريره ثمنا باهظا بصفقة تبادل للمعتقلين في سجونها.
حركة “حماس” التي أطقلت تهديدات بمحاولة أسر جنود إسرائيليين في المستقبل، بعد تنفيذ صفقة التبادل الأسبوع الماضي، من أجل تحرير المزيد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، هي على ما يبدو ساهمت بالعودة للعمل في هذا المبدأ.
“يديعوت أحرونوت” قالت إن الجيش الإسرائيلي يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد حيث ستعقد مداولات خلال الأسبوع المقبل داخل الجيش بمشاركة ضباط بمستوى قادة كتائب فما فوق للبحث في إعادة العمل بـ”أمر هنيبعل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع هذه الأيام هو “أن كل ضابط في الجيش الإسرائيلي يمرر “أمر هنيبعل” إلى جنوده بطريقة مختلفة، وأنه عشية شن الحرب على غزة في نهاية العام 2008 أرشد أحد الضباط في لواء “غولاني” جنوده بمنع أسر جندي بكل ثمن وأوضح للجنود أنهم إذا تعرضوا للأسر “فعليكم تفجير أنفسكم بقنبلة يدوية”.
لكن الصحيفة أشارت لعدم موافقة جميع ضباط الجيش الإسرائيلي على “أمر هنيبعل” وأن عدداًً منهم يدعوون إلى تقديس قيمة الحياة، ويتجاهلون “أمر هنيبعل” خلال إرشاداتهم للجنود ويتركون مجالا للجنود بترجيح رأيهم في ميدان القتال.
غانتس، بحسب الصحيفة، سيضطر خلال المداولات الأسبوع المقبل إلى تحديد سياسة موحدة وواضحة بشأن “أمر هنيبعل”، وأن أي قرار سيتم اتخاذه سيثير نقاشاً واسعاً، لكن مصادر في الجيش أوضحت أن هذا الأمر لن يتغير وإنما سيتم تأكيده وتوضيحه.