انهى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته الاولى لقطاع غزة اليوم الاثنين بتعهد بأن تسعى حركته جاهدة لرأب الصدع السياسي مع حركة فتح صاحبة الغلبة في الضفة الغربية المحتلة. وعززت تصريحاته تعهدات تبادلها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محادثات هاتفية قبل شهر للمضي قدما في اتفاق وحدة متعثر تعارضه اسرائيل.
وخلال زيارته لغزة التي استمرت اربعة ايام زاد مشعل من غضب الاسرائيليين بتعهده بعدم الاعتراف بإسرائيل وبأن يسعى لتحرير ارض فلسطين شبرا شبرا وهو ما اعتبرته اسرائيل دليلا على صحة ممانعتها في التخلي عن ارض محتلة مقابل السلام.
لكن في تصريحات مقتضبة قبل العبور الى مصر من قطاع غزة ركز مشعل على الخلافات الداخلية الفلسطينية.
وقال زعيم حماس البالغ من العمر 56 عاما والذي يعيش في المنفى انه دخل غزة حاملا حبا كبيرا لها وخرج منها بحب اكبر.
واضاف انه يشدد من غزة على الحاجة للمصالحة وقال ان غزة والضفة الغربية جزءان عزيزان من الوطن الفلسطيني الكبير وانهما يحتاجان لبعضهما بعضا.
وتحكم حماس قطاع غزة الصغير الذي يسكنه 1.7 مليون نسمة منذ 2007 عندما تغلبت على حركة فتح التي لا تزال تسيطر على الضفة الغربية المحتلة. وكانت اسرائيل سحبت قواتها ومستوطنيها من القطاع في 2005.
وحاول الفصيلان الفلسطينيان الرئيسيان تسوية خلافاتهما لكن بدون حماس يذكر في اغلب الاوقات. وتعهد مشعل بالضغط من اجل الوحدة التي يتوق لها الفلسطينيون العاديون.
وبالاضافة الى خلافهما بشأن غزة ينقسم الفصيلان بشأن جهود صنع السلام التي يبذلها عباس مع اسرائيل وتعارضها حماس. لكن المحادثات مع اسرائيل توقفت قبل عامين مما جعل من الايسر تجنب هذه القضية من اجل المصالحة.
كما يأمل كلا الجانبين الان ان يعززا العلاقات في اعقاب حرب استمرت ثمانية ايام مع اسرائيل الشهر الماضي وانتهت بهدنة اعتبرتها حماس نصرا ومبادرة قادتها فتح في الجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية.
وأضحى مشعل زعيما لحماس في عام 2004 في أعقاب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة. وعقب اغتيال الاثنين في قطاع غزة تولي مشعل قيادة حماس من منفاه الآمن نسبيا. ونجا من محاولة اغتيال اسرائيلية في الاردن عام 1997.
ويدعو الميثاق التأسيسي لحماس عام 1988 الى تدمير اسرائيل وانشاء دولة في كل المنطقة التي كانت واقعة في وقت من الاوقات تحت انتداب بريطاني لحكم فلسطين قبل انشاء اسرائيل عام 1948.
ويشير بعض قادة حماس الى انهم سيدعمون هدنة طويلة الاجل مع اسرائيل بالاضافة الى انشاء دولة فلسطينية في الارض التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
ورغم ذلك اتخذ مشعل نهجا متشددا في زيارته لغزة.
وقال امام تجمع حاشد يوم السبت “اليوم في غزة وغدا برام الله والقدس وحيفا ويافا.” ورام الله في الضفة الغربية بينما حيفا ويافا جزء من اسرائيل برغم وجود عدد كبير من السكان العرب بهما.
وقال امس الاحد في الجامعة الاسلامية في غزة انه لا يقبل حل الدولتين ولا دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
ومن المرجح ان يزيد اي مسعى للمصالحة الفلسطينية غضب اسرائيل الغاضبة بالفعل من بيانات مشعل شديدة اللهجة في غزة.
وقال نتنياهو امس ان تصريحات مشعل في غزة وعدم ادانة عباس لها اظهرت ان الفلسطينيين “ليست لديهم اي نيه للتسوية معنا. انهم يريدون تدمير بلادنا.”