خاض معارضون سوريون معارك ضد قوات الرئيس بشار الاسد قرب مطار دمشق اليوم الثلاثاء من أجل السيطرة على مشارف العاصمة بعد 20 شهرا من الصراع الذي قالت الامم المتحدة أنه أجبر نحو نصف مليون شخص على النزوح عن ديارهم. يجيء القتال الدائر بالقرب من المطار الذي يبعد مسافة 20 كيلومترا جنوب شرقي دمشق في اطار مواجهة أشمل بين قوات الاسد ومعارضين يسيطرون على قوس شبه متصل من الاراضي يمتد من الشرق الى الجنوب الغربي من قاعدة سلطة الاسد.
واقترنت القوة العسكرية المتنامية للمعارضة بتأييد اجنبي متزايد لائتلاف المعارضة السياسية السورية الذي يتوقع ان يفوز باعتراف عريض في اجتماع دولي يعقد في المغرب غدا الاربعاء.
وقال مقيمون إنه في وسط العاصمة التي كانت على مدى عدة أشهر بمنأى عن العنف ان دوي القصف يسمع منذ مساء الاثنين. وقال مصعب أبو قتادة المتحدث باسم المعارضين ان اشتباكات ضارية تدور منذ الامس في بلدة حاران على الجانب الشرقي من المطار فيما وقع قتال متقطع في منطقة عقربا بجوار المطار. وقال مستخدما موقع سكايب من دمشق ان المعارضين يحاولون احكام تطويق المطار. وأضاف أنهم لا يزالون يحاصرون قاعدة مطار عقربا على طريق المطار الدولي. وكان القصف موجها فيما يبدو من سلسلة جبل قاسيون الذي يطل على شمال دمشق نحو الضواحي الجنوبية التي يسيطر عليها معارضون.
وحققت المعارضة مكاسب عسكرية ضد القوات التي لا تزال موالية للاسد. وسيطر معارضون على قواعد عسكرية في أنحاء البلاد في الشهر الماضي وبدأوا يحاصرون العاصمة حيث يلحق انقطاع الكهرباء ونقص الغذاء الضرر بالسكان وهم على ابواب فصل الشتاء. وقالت امرأة في حي الميدان اكتفت بالقول ان اسمها أم أحمد إنهم يعيشون بالكاد وانها وقفت في طابور دون جدوى من السادسة صباحا حتى الظهر امام المخابز التي نفد منها الخبز قبل ان تعجز عن شراء أي خبز بالسعر المعتاد مما جعلها تبحث عن احتياجاتها بأسعار أعلى. وقالت “اذا أردت الشراء من الشارع فان سعر السوق السوداء هو 150 ليرة (نحو دولارين) وهو ما يعادل ثلاثة أمثال التكلفة.” واضافت “إننا نعيش دون كهرباء أو ماء والغذاء باهظ الثمن.”
ويقول مقيمون إن وسط دمشق يعاني من انقطاع الكهرباء لمدة تصل الى 12 ساعة يوميا. والتنقل في انحاء المدينة التي تنتشر فيها نقاط التفتيش الامنية مسألة بالغة الصعوبة وجنود الجيش وقوات الامن وأفراد اللجان الشعبية ينتشرون في كل مكان.
وقال المعارض البارز رياض سيف عشية اجتماع في مدينة مراكش المغربية يضم حكومات معارضة للاسد ان كل المؤشرات على الارض تشير الى نهاية نظام بشار الاسد. وقال لرويترز انه يتوقع من هذا الاجتماع الاعتراف الكامل بالائتلاف المعارض على انه الممثل الوحيد للشعب السوري.واعترفت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول خليجية رسميا بائتلاف المعارضة الجديد كممثل شرعي ولكن لم تحدد «وحيداً» للشعب السوري. وتحرك الاتحاد الاوروبي في اجتماع عقد امس الاثنين خطوة نحو الاعتراف وقالت الولايات المتحدة انها قد توافق على الائتلاف.
واضاف سيف أنهم يقولون للمجتمع الدولي أنهم لا يريدون التدخل العسكري وانما يريدون تزويدهم بنظم دفاعية متطورة مضادة للطائرات. وقال ان الشعب السوري يمكنه ان ينهي المعركة خلال اسابيع اذا حصل على هذا الدعم.
وأدلى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بتصريحات مماثلة عندما قال ان حكم الاسد في سوريا ايامه معدودة. وقال داود أوغلو لصحيفة الشرق الاوسط ان النظام يخسر تدريجيا السيطرة على كل أجزاء البلاد وانه لا يمكن لنظام ان يهيمن على ارادة شعبه. لكن لا يتوقع ان يكون هناك دعم مالي أو عسكري مباشر يذكر في طريقه الى الائتلاف في اجتماع المغرب لاسباب منها انه يفتقر للقدرة على التصرف كحكومة مؤقتة ولان القوى الغربية مازالت قلقة من دعم مقاتلين اسلاميين في صفوف المعارضة. وقال دبلوماسي يحضر الاجتماع انه حدث كثير من “المناورات للحصول على منصب في الائتلاف دون التعامل مع القضايا السياسية الرئيسية” بما فيها عمل ترتيبات مع الاقليات العلوية والكردية والمسيحية واقامة اطار لعدالة انتقالية.
وفي محافظة ادلب الشمالية قال معارضون انهم سيطروا على قرية الجديدة المسيحية وقتلوا من وصفوهم بأنهم ميليشيا الشبيحة العلويون لكنهم تركوا المسيحيين.
وقال مقاتل عرف باسم أبو العبد في لقطة فيديو ان مجموعة من كتائب واشخاص من الجديدة حررت قرية الجديدة وتم القضاء على الشبيحة العلويين. وأضاف انه لم يلحق أذى بمسيحي واحد. وقال ان هذه رسالة يريدون ان ينصت اليها العالم.