- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان وفلسطين علاقات منقوصة!

فادي أبو سعدى*
مرة أخرى بودي الكتابة وإثارة ما يجول في خاطري وخاطر الكثير من الفلسطينيين من سكان الأراضي الفلسطينية، تجاه لبنان، وعلاقاته مع فلسطين والفلسطينيين، وخصوصاً أن هذا البلد حاضن لأكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني، وجميعنا يعرف صعوبة الملفات المتعلقة بهم بالنسبة للدولة اللبنانية، ولكن…
هناك الكثير من التفاصيل التي تعكر هذه العلاقات، بل وتظهرها بمظهر غير لائق، بالنسبة لأشقاء بينهم الكثير، في التاريخ والحاضر والمستقبل بكل تأكيد، ولا نعرف ما الذي يؤخر اتخاذ لبنان لمزيد من القرارات وتسريع الاجراءات للعمل على حلها.
هناك ما هو متعلق بزيارة الفلسطينيين من سكان الأراضي الفلسطينية للبنان، ورغم السماح لحالات خاصة وبتنسيق طويل، قد يصل إلى شهر، إلا أن لبنان يُلام، وخصوصاً بعد اعترافه “بدولة فلسطين”، واتخاذ قرار رسمي من مجلس الوزراء بإقامة علاقات مع “فلسطين”، ما يعني أن هناك الكثير للقيام به بخصوص “الفيزا” وزيارة لبنان، لكنه لم يحدث بعد.
كما أن من ينجح من سكان الأراضي الفلسطينية بزيارة لبنان، فإنه يجد نفسه منقطعاً عن العالم، ذلك أن خدمة “التجوال الدولي” عبر الهاتف غير متاحة عبر الهواتف الفلسطينية، وبحسب علمي فإن السبب الرئيس بالنسبة للبنان كان أمنياً، لكن وبعد تجاوزه لا يزال غير مفعّل، ما يجعل الأمر بالغ الصعوبة.
وفي ما يتعلق بالحوالات المالية، فإن من يسكن فلسطين يستطيع أن يقوم بتحويل الأموال إلى لبنان بكافة الطرق المتاحة في العالم، عبر البنوك، أو شركات خاصة (ويسترن يونيون وغيرها)، أو حتى محلات الصرافة، وغيرها من الطرق. لكن عندما يكون الأمر معاكساً، تجد أنه أشبه بالمستحيل، ما يعطل عملك، وحياتك، ويجعلها كابوساً لا يحتمل.
هذه أمور قد تبدو بسيطة مقارنة مع ملفات كالمخيمات الفلسطينية في لبنان، والسلاح الفلسطيني، وغيرها الكثير من الملفات المعقدة، لكننا نرى أنه وفي حال تسهيل هذه الإجراءات، فإنها تساعد على بناء المزيد من العلاقات بين الأشقاء، حتى وإن كانت فلسطين لم تحصل على استقلالها بعد، ومع علمنا بوجهة النظر اللبنانية في ما يتعلق بهذا الأمر.
لبنان قدم الكثير للفلسطينيين، فوالدي على سبيل المثال تلقى تعليمه الجامعي في لبنان، ولا يزال حتى اليوم يحدثنا عن هذا البلد، وقد انتظرت ربع قرن كي أزور لبنان لأول مرة، منذ أن بدأ والدي يحدثنا عن حياته ودراسته هناك، فالأمر بالنسبة لنا أكبر من مجرد زيارة بلد جديد، إنه لبنان… والبقية لديكم.
لا نملك سوى الانتظار، لأننا تربينا على الصبر ولا شيء غيره، لكننا سنبقى على أمل اتخاذ قرارات جريئة، وسريعة من الأشقاء في لبنان، لزيارتهم، وزيارة بلدهم، والعمل معهم، لأن ما نشعر به تجاه هذا البلد وأهله، ورغم التاريخ الذي بيننا، هو شعور لا يوصف، من العشق لهذا البلد، وتاريخه وحضارته، وثقافة أهله، وبودنا زيارته والتعلم منه، فهل هذا الحلم كثير؟
صحافي ومدوّن فلسطيني