- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“الحرب على الإرهاب” كلفت 4 آلاف مليار دولار

كم بلغت تكاليف الحرب على الإرهاب التي انطلقت مباشرة بعد التفجير الإرهابي لمركز التجارة العالمي؟ ‫سؤال تتداخل في بنود الإجابة عليه عوامل عدة. يشير البعض ‫إلى هذه التكلفة على أنها “تكلفة هجوم 11 أيلول”، بسبب الحملة التي بدأتها الولايات المتحدة والتي تمددت من أفغانستان ‫وباكستان إلى بلاد الساحل في الصحراء الكبرى، مروراً بالعراق والصومال واليمن، وصولاً إلى أندونيسيا.

‫وقد نشرت جامعة “رود أيلاند” دراسة شارك في وضعها عدد من البحاثة من كافة المضامير قبل شهرين، فندت عبرها تكلفة “الحرب ‫على الإرهاب” وقدرتها ما بين الـ 3 آلاف و4 آلاف مليار دولار، فقط لما يتعلق بالحروب في أفغانستان والعراق وباكستان.

‫وحسب جداول الدراسة فإنه تم الأخد بالحسبان لثمن القنابل ‫والقذائف إلى جانب تكلفة المحروقات، وبالطبع رواتب الجنود ‫وشركات الحماية، إضافة إلى تكاليف التأمينات التي تتضاعف حالماً تنطلق العمليات العسكرية.

‫إلا أنه ضمن المصاريف، تم دمج المساعدات التي قدمت لبعض الدول لتحسين إدائها العسكري أو المخابراتي، وهي وصلت إلى 70 ‫مليار دولار، بينما وصلت ميزانية محاربة الإرهاب على الأرض الأميركية إلى 400 مليار دولار.

‫وبالمقابل فإن تكلفة الطبابة والاستشفاء طالت حدود الـ 23 مليار دولار “حتى الآن” مع تخصيص صناديق احتياط لمعالجة النتائح على المدى الطويل (ما بين 30 و40  سنة)  بقيمة تتراوح بين الـ 600‫والـ 950 مليار دولار من دون الأخذ بعين الاعتبار لمصاريف الضمان الاجتماعي وصندوق التعويضات للجنود الذين أصيبوا بعاهات خلال الحرب، وتم الاستغناء عن خدماتهم.

‫وقد كشفت الدراسة أن حربي أفغانستان والعراق قد تم تمويلهما بشكل أساسي بواسطة الاقتراض، وهو ما كلف الحكومة الأميركية ‫حتى الان 185 مليار دولار فوائد سوف يضاف لها فوائد لغاية عام 2020 تبلغ 1000 مليار دولار.

‫وبالطبع جاءت هذه الدراسة في الوقت الذي تتسابق الأنباء حول المديونية الأميركية، ما شكل جسراً نحو تفسير تراكم الديون الأميركية، وخصوصاً أن الحكومات المتعاقبة اعتمدت على إصدار صكوك خزينة ورفع معدلات الفائدة لتأمين هذه المصاريف. ولا يتردد البعض من القول إن خفض علامة الائتمان الأميركي مرتبط مباشرة بصدور هذه الدراسة، التي “فتحت العيون” على تراكم الدين واصطفاف الفوائد.

‫حساب بسيط يجعل ثمن “ردة فعل أميركا” على التفجيرات الإرهابية في 11 / 9 حوالي الـ 4000 مليار دولار.  إلا أن بعض ‫الخبراء الاقتصاديين يقولون إن الاستثمارات العسكرية قد ارتدت بنقاط إيجابية على الصناعة الحربية الأميركية وقادت إلى خلق فرص عمل متعددة.

‫أما من ناحية العناصر الإنسانية، أي “الخسائر غير المادية”، فتشير ‫الدراسة إلى وقوع 13 ألف ضحية من الجنود الأميركيين وتحالف “إيساف”، بينما استشهد 731 ألف عراقي وأفغاني وحركت الحروب حوالي ثمانية ملايين لاجئ.