نشرت صحيفة “معاريف” تقريراً يتضمن مقابلات مع عدد من عناصر الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يراقبون القائد العسكري لحركة حماس الشهيد احمد الجعبري، والذين اشرفوا على تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار التي ألقت إحداها صاروخا نحو سيارة الجعبري وقتلته.
وتحدّث المشاركون في عملية اغتيال الشهيد الجعبري في هذه المقابلات عن مراقبته التي “امتدت لسنوات” وعن لحظات اتخاذ القرار بإلقاء القنبلة القاتلة عليه.
وتقدم الصحيفة لهذه المقابلات وتقول :”في مقابلة خاصة، وفي غرفة مكيّفة وسط إسرائيل تحدّث الجنود، منتقدين من يصفهم بأنهم جنود البلاي ستيشن (الألعاب الالكترونية)، وأشاروا بفخر وزهو لما قاموا ويقومون به”.
وقالوا: “على الرغم من أننا نجلس في غرفة مكيّفة، ولا نغوص في الرمال أو نشتم رائحة الحرائق إلا أننا نتصرف ونشعر بالضبط كجنود في الميدان، ونحس بنبضات قلوبنا تضرب في صدورنا بقوة”.
وتابع الجنود: “لسنوات طوال كنا نستعد لهذه اللحظة. لقد شاهدناه مراراً وعرفنا من هو، وماذا يمثل، لكن كان يجب اختيار المكان والوقت المناسبين للتنفيذ، فأولا وأخيرا إن ما ستقوم به سيؤدي إلى قتل شخص”.
ونقلت الصحيفة عن الجنود قولهم: “استمرت عملية المتابعة والمراقبة لبيت الجعبري في ذلك اليوم (يوم اغتياله)، مدة ثلاث ساعات ونصف دون انقطاع، ساد خلالها هدوء مُطبق على المكان، وفي لحظة واحدة خرج الهدف (الجعبري) من البيت، فتغيّر مزاجنا بشكل فوري. كانت طائراتنا تحلق فوق المنطقة لفترات طويلة، وكانت تزوّدنا بالمعلومات الدقيقة لحظة بلحظة، وكنا قادرين على تحديد أين هو بالضبط ومعرفة من يجلس معه في السيارة أو بشكل اصح من لا يجلس معه في السيارة”.
وأضافوا: “في اللحظة التي تلقينا فيها الأوامر بالتنفيذ، أصبحت المسؤولية كاملة علينا بدون أي تدخل من أحد، ويجب اختيار المكان المناسب للتنفيذ، وإعطاء القيادة إشارة بأن المكان نظيف ومناسب لعملية القصف. بعد التنفيذ شاهدنا العملية في الأخبار، علما أن مشاهدي الأخبار (الآخرون) لم يعلموا كم من الوقت استغرقت عمليات التعقب والمتابعة لبلوغ لحظة التنفيذ المحصورة بعدة ثواني التي شاهدها العالم. بعد التنفيذ تصافحنا جميعاً وهنأنا أنفسنا على النجاح الذي أحرزناه”.