ينطلق اسبوع حاسم في ايطاليا مع الاعلان الذي بات محتملا جدا لترشح ماريو بونتي الى رئاسة الوزراء في شباط/فبراير بناء على برنامج تقشف يرضي اوروبا، فيما يكثف سلفه سيلفيو برلوسكوني الوعود بخفض الضرائب في حملته الانتخابية السادسة خلال 18 عاما.
وعلقت كل وسائل الاعلام الاثنين على النية المنسوبة “للبروفسور” الذي يرأس حكومة تكنوقراط منذ عام، في خوض معركة الانتخابات التشريعية المقررة في غضون شهرين.
وعنونت صحيفة ربويبليكا (يسارية) “مونتي يدخل المعترك السياسي”، مشيرة الى ان الاعلان الرسمي عن ذلك “ليس سوى مسألة ايام”. وتحدثت كورييرا دي لا سييرا (وسط) عن “عرض مونتي للانتخابات” وهو برنامج سيطرحه المفوض الاوروبي السابق على الاحزاب لحملها على تأييده.
واكدت صحيفة ميساجيرو التي تصدر في روما والقريبة من الاوساط الحاكمة، ان مونتي (69 عاما) طلب من وزرائه “وضع لائحة بالامور التي ما زال يتعين القيام بها” من اجل اعداد هذا النوع من البرنامج الانتخابي.
ورئيس الوزراء الذي يتوقع ان يستقيل في نهاية الاسبوع فور اقرار الموازنة في غرفتي البرلمان، سيبدأ المعركة للحؤول دون “افساد العمل الذي انجز خلال 13 شهرا”.
وقد شجعه كثيرا في ذلك الوسطيون الايطاليون والكنيسة الكاثوليكية والشركاء الاوروبيون لايطاليا.
واكد الوزير اندريا ريكاردي احد المقربين من رئيس الوزراء “اعتقد ان مونتي سيبقى، سيتعين ان نرى وفق اي اجراءات، لكنه سيكون في اي حال مرجعا اخلاقيا وسياسيا من اجل +تجمع+ كبير من الرجال والنساء الذين يريدون تغيير السياسة”.
ويعمل ريكاردي مع وسطيين اخرين من العلمانيين والكاثوليك على تشكيل “حركة نحو الجمهورية الثالثة”.
ويحرص مقر الحكومة على التوضيح ان “كل الفرضيات تبقى مفتوحة”، لكن مصدرا من المقربين من مونتي كشف انه اذا ما قرر “البروفسور” ان يبدأ حملته “فان على الاخرين الانضمام الى مشروعه”.
وستتضح امور كثيرة الجمعة عندما سيعقد مونتي مؤتمره الصحافي لاخر السنة.
وفي اي حال فليس مطروحا بالنسبة اليه، كما اقترح عليه سيلفيو برلوسكوني، ان يكون مرشح تحالف من المعتدلين يهيمن عليه حزبه “شعب الحرية”. ويقول المعلقون ان مونتي يرغب في ان يبقى فوق الصراع، وسيرأس لائحة على مسافة متساوية من اليمين واليسار الذي تتزعمه بيير لويدجي برساني التي يتوقع ان تفوز في الانتخابات المقررة في 17 و24 شباط/فبراير.
ويرفض “البروفسور” البقاء رهينة تردد برلوسكوني (76 عاما) الذي يبدو ان استراتيجيته اكثر ترددا. وبعدما اعلن قبل اسبوع عن عودته “للفوز” في شباط/فبراير، اكد برلوسكوني انه سينسحب الى الظل اذا ما وافق بونتي على ان يكون “موحد يمين الوسط”.
ويقول الخبراء ان ذلك هو في الواقع مناورة ميؤوس منها لبرلوسكوني من اجل الحفاظ على وحدة حزبه الممزق بين “المعتدلين” الذين يريدون الالتحاق بمونتي وشبان الجناح اليميني الذين تقودهم جورجيا ميلوني ولا يريدون “لا برلوسكوني ولا مونتي”، لكنهم يريدون “يمين وسط جديدا”.
وفي الوقت نفسه، يخوض برلوسكوني حملة انتخابية بطابع شعبوي تلتقي بصعوبة مع برنامج التقشف الذي اعده “البروفسور”. ووعد الاحد بالغاء الضريبة العقارية غير الشعبية التي فرضها مونتي الذي اتهمه بالامتثال لاملاءات المانيا.
وحرصا منه على دغدغة مشاعر ناخبيه، كشف برلوسكوني عن حياته الخاصة معتذرا عن تكثيف حفلاته في 2009 و2010 التي برر اقامتها بالوحدة التي يعيشها بعد طلاقه ووفاة والدته وشقيقته. واعلن ايضا ان لديه “خطيبة” هي فرانشيسكا باسكالي (48 عاما)، النجمة السابقة في شبكة تلفزيون “تيليكافون” المحلية.