باريس- بسّام الطيارة
هل يستقيل المبعوث العربي الأممي الأخضر الابراهيمي؟ سؤال لم يعد افتراضياً. مصدر أوروبي مقرب من ملف الأزمة السورية قال لـ«برس نت»: «الابراهيمي يهدد بالاستقالة». وأضاف «إنه ينتظر في منذ أيام من دون أن يحدد له الرئيس السوري موعداً». إلا أن المصدر أضاف «بصراحة إن هذا التهديد موجه للروس وليس للأوروبيين». وذكّر بما حصل مع المبعوث السابق «كوفي أنان، الذي لوح بالاستقالة للضغط على الأفرقاء فما كان من الأوروبيين إلا أن «تركوه يذهب…وذهب».
ويشرح المصدر بأن أمام الابراهيمي عقدتين، الأولى هي «تحديد موعد له بسرعة»، بينما الثانية تتعلق بـ«تأمين خط وصوله إلى العاصمة الأموية». ولا يخفي المصدر أنه «يوجد قلق كبير على سلامة المبعوث الأممي العربي».
وعلمت «برس نت» في هذا الصدد أن «الإبراهيمي يفضل المرور عبر بيروت» وأن مشاورات مكثفة تشارك فيها البعثة الفرنسية قائمة بين فريق الابراهيمي والفريق الأممي والسلطات الأمنية اللبنانية بالتواصل مع سلطات النظام السوري.
وفي ما يتعلق بـ«قنبلة» الاستقالة فإن الإبراهيمي قد أبلغ نائب وزير الخارجية الروسية ميخايل بوغدانوف رغبته بالاستقالة «في حال لم تضغط موسكو على بشار لتحديد موعد». ويؤكد المصدر بأن الإحباط الذي أصاب الإبراهيمي يعود إلى أن «مجمل مهمته قائمة على توافق أميركي روسي مستنداً إلى وعود روسية بممارسة ضغط على الأسد للقبول ببنود الاتفاق» الذي توصل إليه الأميركيون والروس. ويتساءل المصدر «كيف يمكن الوثوق بوعود موسكو إذا لم تستطع تأمين استقبال سريع للمبعوث حامل عرض الحل السياسي».
ويستطرد المصدر بأن المعلومات التي تتداوها الأوساط الديبلوماسية، التي تم وضعها في أجواء الاتفاق مع موسكو، تفيد بأن سبب تلكؤ الأسد في استقبال الإبراهيمي تعود إلى تحفظه على البند الأول من الاتفاق (اضغط) الذي سوف يعرض عليه. وحسب هذه المعلومات فإن عرض الإبراهيمي يرتكز على ثلاث نقاط: ١- وصف دور الأسد في «نهاية عهده» كرئيس صوري للبلاد من دون صلاحيات من دون أي إمكانية للترشح للانتخابات المقبلة. ٢- نقل معظم الصلاحيات في الشؤون السيادية والتنفيذية إلى حكومة انتقالية تشمل شخصيات من النظام وممثلين عن المعارضة في الداخل والخارج. ٣- الاتفاق على رئيس عتيد لهذه الحكومة.
إلا أنه يبدو، حسب معلومات المصدر الأوروبي، أن «المفاوضات الجانبية» أشارت إلى أن بشار يقبل بالبند الأول، أي التخلي عن صلاحياته إلا أنه لا يقبل بمنعه من الترشح للانتخابات المقبلة في عام ٢٠١٤. ويرى المصدر أن «بشار يرفض السيناريو اليمني لأنه يعتقد بإمكانية نجاحه في كسب تعاطف شرائح من الشعب السوري بسبب الخوف من السلفيين». وفي هذه النقطة إشارة إلى أن الأسد يطالب «بضمانات شخصية» إذ أن السماح له بالترشح يعني في ما بعد «ابتعاد شبح المحكمة الدولية». أي أن الأسد يطلب أن يشمل الاتفاق الروسي الأميركي ضمانات لمستقبله السياسي بشكل عام والشخصي بشكل خاص. إلا أنه من غير المستبعد أن تكون تصريحات بوغدانوف حول قرب نهاية النظام قد «استفزت» الأسد، رغم التكذيبات التي صدرت من موسكو، خصوصاً وأن «السفن المستعدة لإجلاء الرعايا الروس راسية مقابل الشواطئ السورية».