- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الاستيطان: أزمة سياسية وأزمة إنسانية

منطقة «E1» (خاص «برس نت»)

القدس – هارولد هيمان
شكل استيلاء إسرائيل على أراضي البدو في شرق القدس صدمة. فأنظار العالم معلقة في ١٢ كيلومتر مربع من الأرضي الفلسطينية حيث يعيش ألفا بدوي من قبيلة «جاهلين». وللمرة السابعة تعلن حكومة إسرائيلية البدء بأعمال البناء على هذه الأراضي حيث تنتشر مساكن البدو وترعى قطعان الغنم بينها، ما يجعل من هؤلاء السكان ألعوبة في أيدي السياسيين.
إذ أنه من أجل بناء ٧٠٠٠ شقة في ما يسمي منطقة «إي وان» (E1) أي منطقة شرق القدس، يجب طرد كل أفراد قبيلة البدو. وتقول مصادر حكومية أن الدولة الإسرائيلية تعد هؤلاء البدو بشقق في أماكن متعددة من ضمان تواجدهم مجتمعين. وهذا ما يخشاه بالفعل موظفو «الأنروا» التابع للأمم المتحدة، إذ أن مصير البدو من مسؤوليتهم باعتبارهم لاجئين.
تتفق مروحة واسعة من الخبراء المهتمين بأن هذا الإعلان عن بناء المستوطنات، والذي جاء رداً على قبول فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، هو بمثابة نهاية مشروع دولتين. في حال باتت منطقة «E1» حي استيطاني يهودي فإن أحياء عربية كثيرة سوف تنقسم من تواصل، وبالتالي فإن محمود لن يستطيع إكمال عملية التفاوض.
إذا نظراً ملياً إلى الواقع نرى أن تلك المنطقة ليس منطقة مرور للفلسطينيين. إنها أرض يرعى فيها البدو قطعان ماشيتهم. وهؤلاء البدو رغم اختلاف نمط حياتهم عن نمط حياة الفلسطينيين إلا أنه فلسطينيين. وفي حال جعلت الحكومة الإسرائيلية منطقة «E1» إلى مستوطنة تحمل اسم «ميفاسرت أدومين» لتلتصق بـ «معال أدومين» فإن ذلك سوف يسمح للإسرائيليين بالانتقال من غرب القدس إلى شرقها مروراً في مناطق لا يسكنها إلا يهود وتحت سيطرة إسرائيل.
سيطرد البدو ويخسر الفلسطينيون مزيداً من الأراضي.
يقول لي بعض المتفائلين في إسرائيل، بأن «E1» لن تشهد بناء أي شقة يهودية، إذ أن «عيون الغرب» هذه المسألة.
ليكن، وحسناً يكون في حال يسمح هذا للبدو بالبقاء في أرضهم، ورعاية مواشيهم، بانتظار حلاً نهائياً. يقول لي الشيخ «عين الخان الجهلان» إن البدو يودون الحصول على تعليم وترك نمط حياتهم البدوي، إلا أنه لا يرضى بأن يطرد من أرضه وكأنه لا له حق فيها وأن يتم ذلك على يد دولة عدوة ليست دولته.