لا يبدو أن تعهدات المجلس الوطني الانتقالي الليبي بتأمين مخازن الأسلحة قد وجدت بعد طريقها إلى التنفيذ في ظل استمرار غياب الحراسة عن كميات كبيرة من الأسلحة الانفجارية، تشمل صواريخ أرض جو،في محيط مدينة سرت في ليبيا.
وكشفت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أنها عثرت على موقعين دون حراسة بالقرب من سرت، قامت بفتيشهما في 22تشرين الأول / أكتوبر 2011، وتبين أنهما يضمان صواريخ أرض-جو وقذائف دبابات وقذائف هاون، وأعداد كبيرة من الذخائر، وآلاف الأسلحة الجوية الموجهة وغير الموجهة.
كذلك، شاهد باحثو المنظمة شاحنة في مدينة سرت تُحمل أنابيب صواريخ أرض جو وغيرها من الذخائر، ادعت مجموعة مقاتلة مناهضة للقدافي إنهم يستعدون لأخذها من سرت إلى مصراتة، كما تعرف الباحثين إلى 7 صواريخ SA- 24 أرض-جو -أحد صواريخ أرض-جو الروسية الأكثر تطورا- على الشاحنة.
وعلق مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش، بيتر بوكارت، على الموضوع بالقول «كنا طوال أشهر نُحذر المجلس الوطني الانتقالي وحلف الأطلس من الأخطار التي تُمثلها هذه المخزونات الهائلة من الأسلحة دون حراسة، والحاجة المُلحة لتأمينها”. وأضاف “يمكن للصواريخ أرض-جو إسقاط طائرات مدنية، ويمكن استعمال الأسلحة الانفجارية بسهولة في تفخيخ السيارات وكعبوات ناسفة مثل تلك التي تسببت في مقتل الآلاف في العراق وأفغانستان».
ويأتي تحذير المنظمة من مخاطر الأسلحة الليبية بالتزامن مع دق الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ناقوس الخطر حيال الأزمة، ما دفعها إلى ارسال فريق من الخبراء لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي في تحديد أماكن الصواريخ أرض-جو المفقودة، وسط تخوفات بأن يتم استخدامها في عمليات داخل ليبيا او تهريبيها إلى مناطق النزاع في الدول المحيطة، او أن تصل إلى حركات المقاومة في فلسطين او لبنان، أو حتى عناصر تنظيم القاعدة في المغرب العربي.