- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

العراق: أزمة سياسية وتفجيرات تقتل ١٦ شخصاً وتجرح ٧٦

مظاهرة ضد المالكي في الأنبار

قالت الشرطة العراقية إن سلسلة من التفجيرات أسفرت عن سقوط 16 قتيلا على الأقل وإصابة 76 في انحاء العراق يوم الإثنين وسط أزمة سياسية متصاعدة تبرز الانقسامات الطائفية والعرقية التي تهدد بمزيد من زعزعة استقرار البلاد بعد عام من انسحاب القوات الأمريكية.

وتصاعد التوتر بين الشيعة والأكراد والسنة في حكومة تقاسم السلطة بالعراق هذا العام. ولا يزال المسلحون ينفذون هجمات بشكل شبه يومي وينفذون هجوما كبيرا مرة كل شهر على الاقل.

تأتي أحدث أعمال للعنف في حين يواصل الآلاف من الاقلية السنية احتجاجاتهم التي بدأوها قبل اكثر من اسبوع على رئيس الوزراء نوري المالكي.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجمات اليوم التي استهدفت مسؤولين حكوميين ودوريات للشرطة ومواطنين من السنة والشيعة.

وقتل سبعة أشخاص على الأقل من نفس العائلة السنية في انفجار قنابل قرب منزلهم في بلدة المسيب جنوبي بغداد.

وفي مدينة الحلة التي تسكنها أغلبية شيعية في الجنوب ايضا قالت الشرطة إن سيارة ملغومة متوقفة انفجرت قرب موكب محافظ بابل الذي نجا من الحادث لكن شخصين آخرين قتلا.

وقال محمد أحمد البالغ من العمر 28 عاما والذي يعمل في مستشفى قرب موقع الانفجار “سمعنا صوت انفجار مدو وتهشمت نوافذ مكتبنا. انبطحنا أرضا على الفور.”

وأضاف “بعد دقائق معدودة وقفت وذهبت للنافذة لأرى ما حدث. رأيت حريقا وأشخاصا يرقدون على الأرض.”

وفي العاصمة بغداد قالت الشرطة ومصادر من مستشفى إن خمسة أشخاص قتلوا في انفجار سيارة ملغومة استهدفت زوارا قبيل مناسبة دينية هذا الاسبوع.

ورغم انحسار العنف في العراق بدرجة كبيرة منذ أوج الصراع الطائفي في 2006-2007 فإن نحو ألفي شخص لقوا حتفهم هذا العام بعد انسحاب القوات الأمريكية في ديسمبر كانون الأول الماضي.

وأسفرت سلسلة من التفجيرات عن مقتل ثلاثة اشخاص يوم الاثنين في المنطقة التي تتنازع الحكومة المركزية ومنطقة كردستان بشأن الولاية عليها.

ومن بين القتلى اثنان في مدينة كركوك الغنية بالنفط حيث انفجرت قنبلة بينما كان يحاول فريق من الشرطة إبطال مفعولها.

وتخوض بغداد وكردستان خصومة بشأن الحقوق في الأرض والنفط ونشر كل طرف جيشه حديثا في مساحات من الأرض بامتداد الحد الداخلي المتنازع عليه حيث يتواجهان الان.

وتعثرت جهود الحد من التوتر عندما أصيب الرئيس جلال الطالباني وهو كردي كان ينظر له على أنه صاحب نفوذ في الحياة السياسية العراقية بجلطة ونقل خارج البلاد لتلقي العلاج في وقت سابق الشهر الجاري.

بعد ذلك احتجز المالكي حراس وزير ماليته السني مما أشعل فتيل احتجاج الآلاف في محافظة الأنبار التي تقطنها أغلبية سنية وتتاخم سوريا.

وقال أحمد يونس المحاضر في القانون بجامعة بغداد إن الاحتجاجات يمكن ان تسهم في خلق الظروف المواتية لعمل جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم القاعدة.

وأضاف أن تصاعد التوترات في الأنبار ومحافظات أخرى تقطنها أغلبية سنية يخدم بالتأكيد مصالح القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى.

وتظاهر اكثر من الف شخص في مدينة سامراء يوم الاثنين واستمرت المظاهرات في الرمادي مركز الاحتجاجات وفي الموصل حيث خرج حوالي 500 شخص الى الشوارع.

ويطالب المحتجون بإنهاء ما يعتبرونه تهميشا للأقلية السنية التي كانت تهيمن على البلاد حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 . وهم يريدون من المالكي إلغاء قوانين مكافحة الإرهاب التي يقولون إنها تستغل لاضطهادهم.

وأجبر صالح المطلك نائب رئيس الوزراء وهو نفسه سني على الفرار من مظاهرة في مدينة الرمادي بالأنبار عندما رشقه المحتجون بالحجارة والزجاجات.

وساعدت الحرب الأهلية الدائرة في سوريا المجاورة حيث تقاتل الأغلبية السنية لإسقاط الرئيس بشار الاسد المدعوم من إيران الشيعية في إثارة المشاعر الطائفية في العراق.

وقال يونس إن الإطاحة بالأسد وتمكين السنة في سوريا سيشجع القاعدة بالتأكيد على استعادة أرضيتها المفقودة