أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال كلمة حول آخر المستجدات في سوريا والمنطقة من جامعة دمشق، ان سوريا لن تخرج من محنتها الا بتحويل طاقتها الى حراك وطني شامل. ورأى الاسد أن السلبية وانتظار الحل هو سير نحو الهاوية، وأن الصراع اليوم هو صراع بين “الشعب والمجرمين”. وأكد ان من يدعي الثورة “اسقط القناع السلمي ورفع السلاح وحاولوا احتلال مدن لينقضوا على مدن اخرى، وكانوا كلما يضربون ينتفض الشعب السوري”، مؤكدا ان “الثورة بحاجة الى مفكرين وقادة واين هم المفكرون والقادة في هذه الثورة، وهي تبنى بتعميم النور لا بقطع الكهرباء”، وقال: بالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار، انهم حفنة من المجرمين، وكلما كان الجيش والشعب يدا بيد في مواجهة اجرامهم كانوا ينكفؤون”.
وأضاف ان “المسلحين بعد فشلهم نقلوا الى الصفوف الخلفية للسرقة والترويع ونحن نقاتل هؤلاء وكثيرا منهم غير سوريين، وسموه جهادا وهو ابعد ما يكون عن الجهاد، ونحن نقاتل هؤلاء الذين يحملون فكر القاعدة، وكلنا نعرف من رعى هؤلاء في افغانستان برعاية غربية وتمويل عربي”، مشيراً الى ان “هذا الارهاب انفلت وحاول الغرب التخلص منه في اكثر من محاولة في العراق وافغانستان وغيرها ولم يستطع، وعندما بدأت الاحداث في العالم العربي ارسلوا هؤلاء الارهابيين الى سوريا ليتخلصوا من عدوّين النظام السوري وهؤلاء الارهابيين، وليس من الصعب دحرهم عندما نتوحد على ذلك”.
وقال: “علينا ان نتوحد جميعا لمواجهة الارهاب، ولكن للازمة ابعادا اخرى غير الداخلية، فهناك اطراف خارجية تريد تدمير سوريا منها من يمد المجموعات الارهابية بالسلاح، ومنها من يبحث عن تاريخ له بتاريخ لا يملكه، ولكن سوريا اقوى واصلب، لافتا الى ان دولا جارة جارت على سوريا وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه”، مؤكدا ان “سوريا وشعبها لن ينسيا ما تفعله الدول المجاورة راهنا”، مشيرا الى ان “هناك الكثير من الدول ترفض التدخل في شؤون الاخرين انطلاقا من مبادئها ومصالحها وعلى رأسهم روسيا والصين وايران، وهؤلاء الدول لن ينالوا من سوريا الا كل العرفان بالجميل والتقدير”.
واعتبر ان “الحديث عن معارضة خارجية او داخلية لا يعني مكان وجود المعارضة بل تمويل وعقل هذه المعارضة، ونحن امام حالة حرب بكل ما للكلمة من معنى، وهذه الحروب اشد فتكا وخطرا من الحروب التقليدية، وتستهدف سوريا بحفنة من السوريين وكثير من الاغراب وللاسف ببعض منا”. ورأى ان “البعض يعتقد ان الاصلاح سيحل المشكلة، ولكن هذا جزء من المشكلة، ولا اصلاح من دون امان، ومن يقول ان سوريا اختارت الحل الامني فهو شخص لا يريد ان يسمع او يرى”.
وعن الحوار سأل “مع من نتحاور مع اصحاب فكر المتطرف، ام نحاور دمى صنعها الغرب وكتب لها ادوارها”، مشددا على ان “الحوار يجب ان يكون شاملا وعلى كافة الصعد، ونحن نشجع على المبادرات الوطنية”، وقال: “سنحاور كل من القى السلاح، وكل وطني غيور، وعليه وانطلاقا من ثوابتنا فإن الحل السياسي في سوريا سيكون على الشكل التالي:
– وقف التمويل والتسليح لكل المجموعات المسلحة بالتوازي مع وقف العمليات العسكرية، مما يعيد النازحين الى بيوتهم وبعدها تتوقف العمليات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد
– اقامة اتصالات مع اطياف الشعب السوري كافة للتواصل معهم وايجاد حل للازمة الراهنة.
– تدعو الحكومة الراهنة لحوار وطني يضع ميثاقا يتمسك بسيادة سوريا ينبذ الارهاب والعنف
– يجري الاتفاق على قانون جديد للاحزاب والادارة المحلية، ويُعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء الشعبي، وتشكل حكومة وطنية تنفذ الاستفتاء الشعبي، وبعدها تقوم الحكومة الموسعة بتطبيق الاستفتاء واقرار قانون انتخابي جديد ويدعى بعدها للانتخابات.
– بعد الانتخابات يتم تشكيل حكومة جديدة والدعوة للحوار واطلاق سراح جميع المعتقلين جراء الاحداث الاخيرة.
وشدد الاسد على ان اي انتقال سيحدث في سوريا سيكون عبر الوسائل الدستورية، مشيرا الى ان هذه الافكار موجهة لكل من يريد الحوار والحل السياسي، مضيفا: سنسمع رفضا من بعض الجهات التي باتت معروفة ونقول لهذه الجهات لماذا ترفضون شيئا غير موجه لكم في الاساس؟ واكد ان سوريا لن تتوقف عن محاربة الارهاب والمبادرة لا تعني التهاون، واصفا الربيع العربي بانه فقاعة صابون سرعان ما ستزول مع الوقت.