- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: زواج طبيعي يتحوّل مثليّاً!

ماري وكلويه (ويلفيرد)

باريس ــ “أخبار بووم”
«عش كثيراً ترى كثيراً»، هذا ما عبر في خاطر القاضي الفرنسي في محكمة بريست (غرب) عندما تقدمت منه كلويه وماري لتثبيت «زواجهما». في الواقع، هذا ليس طلب زواج بين مثليتن (إمرأتين)، وهو ما باتت تسمح به القوانين الفرنسية تحت تسمية «عقد رباط عهد»، إنما جاء الطلب إلى قلم المحكمة لأن «كلويه كانت قبل الزواج رجلاً يدعى ويلفيرد، وانجبت منه ماري ثلاثة أولاد»، وهذا الرجل هو فعلاً زوج ماري، إلا أنه يقول: «أحس أنني فتاة منذ كان عمري ٤ سنوات». ماري التي قبلت الزواج منه تفاخر بأنها «سحاقية حتى آخر رمق» ويسعدها كثيراً تحول زوجها إلى إمرأة «لأن ذلك يحل مشاكلها العاطفية والجنسية».
تقول كلويه (ويلفيرد) إن طلبها هو شخصي بالدرجة الأولى لأنها تريد أن «تسجل أنها إمرأة» وأن تعترف الدوائر الرسمية بها كما هي الآن، وهو ما يسمح لها بأن تحقق ذاتها. ولكن إلى جانب الشق المعنوي الذي يدفعها نحو المحكمة، هناك شق عملي في الحياة اليومية. فهي منذ أجرت عملية لتتحول إلى إمرأة، تجابه صعوبات يومية، وتقول «عندما أدفع بواسطة شك مصرفي «ينظر البائع إلى هويتي، يضحك ويرفض قبول الشيك»، وتتابع: “في بعض الأحيان يقال لي هذه هوية رجل وأنت إمرأة!” وتتنهد كلويه وتتسائل “ماذا أفعل؟”.
وحول حياتها السابقة مع ماري تقول كلويه (ويلفيرد): «بالواقع ماري كانت دائماً سحاقية ولكنها وقعت بغرامي عندما كنت شاباً»، وتشرح “كنت شاباً ولكن مخنث جداً، لذا أحبتني وقبلت إقامة علاقة جنسية معي، وتزوجنا وكنت لطيفاً دائما معها”، وتضيف «اليوم حُلت المشكلة».
والأولاد؟ تجيب ماري وكلويه (ويلفيرد) بصوت واحد «الأولاد يتفهمون وضعنا». وتستطرد كلويه (ويلفيرد): «العالم تغير والعادات تغيرت… فقط القوانين لم تتغير». ويعقّب المحامي إيمانويل لودو الواقف إلى جانب المرأتين «على القوانين أن تتطور». ويضيف «لم يعد غريباً أن نجد مثليين يعشيان مع أولاد». ويشير إلى أن هذه الحالة قد تتكرر كثيراً في السنوات المقبلة «نظراً لأن عديدين يعيشون مكبوتين بسبب القوانين، وفي حال تطورت القوانين فإنهم قد يعيشون بحرية أكثر وفق مشيئتهم». ويعترف المحامي بأن الحالة هذه هي بمثابة زواج بين مثليين وهذا ما لا يقره القانون الذي لا يزال ينص على أن «الزواج هو بين رجل وإمرأة».
بالواقع تسمح القوانين الفرنسية بتغير الهوية تحت بعض الشروط وأهمها أن تشير إلى ذلك لجنة طبية تؤكد أن «المدعو إمرأة بيولوجية ويكفي عملية استئصال العضو ليصيح إمرأة طبيعية»، أو أن «المدعوة رجل بيولوجي يكفي إخراج العضو ليتحول إلى رجل طبيعي». إلا أنه يمكن للمحكمة رفض تغيير الهوية في حال تبين أن الهدف هو تحقيق زواج بين مثليين.
حالة ماري وكلويه (ويلفيرد) مختلفة جداً لأنهما كانتا (كانا) متزوجين قبل أن يحصل وضع «زواج بين مثليين»، والمطلوب من المحكمة فقط إقرار الفعل الحاصل.