حث البابا بنديكت السادس عشر، يوم الإثنين، المجتمع الدولي على انهاء ما وصفه بمذبحة “لا نهاية لها” في سوريا قبل أن تصبح البلاد بأكملها “ساحة من الدمار”.
وأدان البابا، خلال كلمته السنوية عن “حالة العالم” إلى دبلوماسيين معتمدين لدى الفاتيكان من نحو 180 دولة ومنظمة عالمية، “الهجمات الإرهابية” على المسيحيين في نيجيريا والعنف في مالي حيث يسعى متشددون إسلاميون في الشمال لمحو صورة أكثر اعتدالا للإسلام.
وقال الزعيم الروحي لحوالي 1.2 مليار كاثوليكي والبالغ من العمر 85 عاما انه لا يوجد مبرر “للتعصب الديني المهلك” الذي حول اماكن عبادة الى اماكن للخوف، مضيفاً أن من أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية النظرة المجردة للربح، ومندداً بخطوات في بعض الدول لتقنين الإجهاض.
وفي جولته الافتراضية بالمناطق المضطربة في العالم، خصص البابا أقوى العبارات للحرب التي تشهدها سوريا والتي تقدر الأمم المتحدة أنها أسفرت عن سقوط أكثر من 60 ألف قتيل خلال الصراع المستمر منذ 21 شهرا ولا يظهر مؤشر تراجع حدته. وقال إن سوريا “تمزقها مذبحة لا نهاية لها ويواجه سكانها معاناة مروعة.” ودعا البابا إلى “انهاء صراع لن يكون به غالب وانما مغلوبون ولن يخلف وراءه إذا استمر الا ساحة من الدمار.”
وحث البابا الدبلوماسيين في القاعة الرئيسية بالقصر البابوي على دفع حكوماتهم لبذل قصارى جهدها لمواجهة “مثل هذا الوضع الانساني الخطير” قائلا ان السلطات السياسية تتحمل مسؤولية كبيرة للعمل من أجل السلام.
وعن نيجيريا ندد البابا بالعنف الذي ترتكبه جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة والتي قتلت المئات في حملتها التي تهدف إلى فرض الشريعة في الشمال واستهدفت عددا من الكنائس. وقال “نيجيريا هي عادة مكان للهجمات الإرهابية التي تحصد ضحايا خاصة بين المؤمنين المسيحيين الذين يتجمعون للصلاة وكأن الكراهية تهدف إلى تحويل دور الصلاة والسلام إلى أماكن للخوف والانقسام.”
ودعا إلى “اهتمام فعال من جانب المجتمع الدولي” بالوضع في مالي حيث قامت مجموعة من الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة بحملة بتروا خلالها أطراف البعض ضمن مسعى لفرض الشريعة على سكان يتبعون صورة اكثر وسطية للإسلام منذ قرون.