- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بدو سيناء: الجهاديون الجدد

صورة لبدو سيناء

القدس- هارولد هيمان (١/٤)
ينكب الإسرائيليون على دراسة انعكاسات الثورة المصرية والعوامل التي ولدتها. من ضمن هذه العوامل الإخوان المسلمين والرئيس مرسي الذي يمكن حى الآن الاعتماد عليه وأخيراً مسألة غير بارزة إعلامياً ولكنها شائكة جداً: بدو سيناء.
وقد شرحت لي مصادر إسرائيلية مضامين ما يعتبرونه الخطر الجديد، وهو ما لم يثر اهتمام  الوسائل الإعلامية ما عدا ريبورتاج واحد على قناة فضائية إنكليزية.
خارج المدن المطلة على قناة السويس يوجد نحو ١٥٠ ألف بدوي يعيشون ف يسيناء، ولكن يوجد أيضاً فلسطينيون. هنا تكمن المفاجأة الأولى حيث أن شبه جزيرة سيناء أعادتها إسرائيل لمصر في نهاية حقبة السادات كأرض مصرية، ليست هي في الواقع مصرية من الناحية الاجتماعية. فسكانها هم من البدو والفلسطينيين، ويقال لهم فلسطينيو سيناء. تقدر تقارير متقاطعة أن ٥٠ ألف من بدو يكسبون عيشهم جراء عمليات التهريب في كافة الاتجاهات.
منذ سنوات قليلة خلت بدت ضاهراتان جديدتان: بات الفلسطينيون يتزوجون كثيراً من البدو خصوصاً في رفح، وبات البدو متخصصين في التهريب وفي بعض الأحيان قطاع طرق وقتلة مأجورين.
الجديد بالنسبة لدولتي مصر وإسرائيل هو أن هؤلاء البدو بدأوا يتحولون إلى جهاديين. آخر الأمثلة على ذلك فإن مجموعة من البدو هاجمت في صيف ٢٠١٢، عدة مرات مراكز عسكرية إسرائيلية ومصرية . ف يشهر رمضان قتل هؤلاء الجهاديين ١٦ عسكرياً مصرياً. ولم يرق ذلك للجيش المصري فقدان ١٦ شهيدا وأن المهاجمين استولوا على بعض الصواريخ المحمولة وأطلقوها على إيلات، وهو ما لم يرق أيضاً للجيش الإسرائيلي.
السؤال كيف وصلت الأمور إلى هنا؟

محاولة تهريب

في عهد مبارك كان البدو مجموعة سكان منبوذة لم يكن يحق للهم شراء أو استئجار أراض، وكان يوجد تمييز واضطهاد تجاههم يمنعهم من الحصول على فرص العمل. وكان الشيوخ الدين التقلديين يؤطرون حياتهم اليومية، ولكن مه انفجار الثورة انفكت الروابط البدوية التقليدية، كما صعفت الرقابة الأمنية ما قاد إلى نشوء عدد من جماعات السرقة والنهب والتهريب وليس فقط باتجاه غزة ولكن أيضاً باتجاه إسرائيل، خصوصاً نحو صحراء النقب حيث يسكن بدو من نفسالأفخاذ القبلية.
وقد التحق بهؤلاء ما يزيد عن ١٢٠٠ سلفي أفرج عنهم من سجون مبارك كما أن عدداً غير محدود من السلفيين الغرباء من تونس وليبيا يتوافدون إلى صحراء سيناء. فالمهربون يدعون الشباب القادرين للانخراط في أعمال التهريب معهم.
يتعاون الجيش الإسرائيلي والجيش المصري على طول الحدود لدرء مثل هذا الخطر. فيعقدون لقاءات واجتماعات لتبادل المعلومات. وقد بدأت مرحلة تعاون جديدة نظراً لالتقاء مصالح البلدين. وتحاول السلطات المصرية مساعدة الشيوخ القبليين التقيديين وإعادة الاعتبار لهم.
يمكن القول إن المساعدة قليلة، ولكن قد تكون وصلت متأخرة؟ ومن الغرابة أن نصل يوماً لنرى أن الإخوان المسلمين يحاربون هؤلاء الجهاديين على أرض مصر.