هز اغتيال ثلاث ناشطات في حزب العمال الكردي في وسط باريس الأوساط الكردية والأوساط الأمنية الفرنسة إذ أن «عملية التصفية» تمت في «مركز الاعلام الكردي فيدان دوغان» المراقب خفية من الشرطة وبسرية تامة من العملاء الأتراك.
وعثر على جثث الناشطات الكرديات وقد قتلت كل واحدة منهن برصاصة في الرأس.
وقد هرع وزير الداخلية الفرنسي «مانويل فالس» إلى موقع الجريمة حيث صرح «قتلت ثلاث نساء في ما يبدو بانها عملية اعدام» ووصف الحادث بأنه «خطير»
وزكد «تصميم السلطات الفرنسية على القاء الضوء على هذا العمل عير المقبول».
وقد أكدت مصادر في الشرطة «أن التحقيق سيوضح ظروف هذه المأساة».
إن عملية الاغتيال لا تبدو موجهة فقط لحزب الأكراد والتوجه الحالي لخوض حوار مع السطلات التركية الذي اطلقته اجهزة الاستخبارات التركية بطلب من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع زعيم حزب العمال اوجلان لنزع اسلحة المتمردين الاكراد، بل أيضاً موجه للحزب الاشتراكي الحاكم.
إذ يدرك الجميع أن مقاربة الاشتراكيين للمسألة الكردية مختلفة عن مقاربة اليمين وهي مقاربة «نضالية» تعود إلى عهد فرنسوا ميتران وبشكل خاص زوجته دانيال ميتران التي تسببت بإحراج للديبلوماسية الفرنسية بسبب دعمها المفتوح للأكراد في العراق وفي تركيا.
وقال الوزير «الكثير من الناس يعرفون رئيسة مركز الاعلام الكردي فيدان دوغان» احدى الضحايا الثلاث، وفي فم الوزير هذا يعني أن المقربين من الاشتراكيين سوف يتابعون التحقيق. وكانت دوغان (32 عاما) ايضا ممثلة المؤتمر الوطني لكردستان في فرنسا بحسب بيان لاتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا.
وبحسب الاتحاد، فان الضحيتين الاخريين هما «ساكين كانسيز» احدى “مؤسسات حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا والتي كانت على علاقة قوية بدانيال ميتران وهي كانت «المقربة جداً من أوجلان». وناشطة تدعى «ليلى سويلميز».
ودوغان وسويلميز مولودتان في تركيا بحسب مصدر قريب من التحقيق.
فور الاعلان عن هذا النبأ، تجمع مئات الاكراد امام المبنى رافعين اعلاما تحمل صورة زعيم المتمردين الاكراد المسجون عبدالله اوجلان وهاتفين «كلنا حزب العمال الكردستاني!» و«الاتراك قتلة!» ولم يتردد البعض من إطلاق هتاف« وهولاند شريكهم!»، في إشارة إلى «الحراسة المفترضة من الشرطة».
وقال ليون ايدارت المسؤول عن المركز وفي اتحاد الجمعيات الكردية لوكالة فرانس برس ان النساء الثلاث كن وحدهن ظهر الاربعاء في المركز الواقع في شارع لافاييت في الدائرة العاشرة في باريس. وفي المساء حاول احد اعضاء الجالية الكردية الاتصال بهن بدون جدوى. وقد حاول زيارة المكان لكن لم يكن لديه مفاتيح ولم يتمكن من دخول المقر. وبحسب اتحاد اكراد فرنسا، توجه اصدقاء لهن الى المقر بعد ان ساورهم القلق ورأوا عند الباب آثار دماء فخلعوه للدخول. وعثروا على الجثث الثلاث عند قرابة الساعة 1,00 صباحا (منتصف الليل) بحسب المصدر.
وقتلت امرأتان برصاصة في العنق والثالثة تحمل آثار رصاص في المعدة والجبين بحسب الاتحاد. ولا يحمل المبنى اي شارة تدل على وجود مركز الاعلام الكردي فيه، إلا أن «جميع الناشطين وأهالي الحي المحيط بمحطة الشمال يعرفون أنه بيت الأكراد» حسب ما صرح أحد السكان لـ«برس نت».
ودعا اتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا اكراد اوروبا الى “التجمع في باريس للتنديد بهذه الجريمة”.
وتقدر الجالية الكردية في فرنسا ١٥٠ الف شخص حوالى ٩٠ % منهم من الاكراد الاتراك بحسب دراسة اعدت في 2006.