في الخارج:
طقسٌ بارد
رذاذٌ من المطر يبلل دراجتي الهوائية،
مانفستو الحرية في برميل القمامة،
قصاصة إباحية في عشّ اليمام،
قبلة أمام حانة الحي،
مناهضو العولمة يتناولون وجبة “برغركنغ”
صور غيفارا على حقائب المراهقين،
أحذية عسكرية وسراويل ممزّقة،
شعر أسود يحجب عينين زرقاوين،
جماجم تكلل صدوراً عارمة،
رائحة الموت وعبق الانتحار،
وزجاجة فودكا على مقعد القطار…
في الغرفة:
فستق حلبي ونبيذ فرنسي
عبق برليني ينعش ذاكرتي
كمبيوتر “محمول” بالهموم العربية
ترانيمٌ لأغنية عشق منسيّة…
على الطاولة:
قطعة من الحلوى وقصّاصات؛
شكاوى الدول النامية ضد البنك الدولي،
مسيرات احتجاجيّة ضد “ازدواجية المعايير”،
وأخرى مع زواج المثليين،
سيجارة لم تشتعل،
ومنفضة مليئة بأعواد الثقاب،
حباّت من السُكّر فوق الصفحة الثقافية…
في سريري:
عذراءُ
ولذة لا تنتهي،
غزلٌ باللغة الألمانية..
آهٍ للشعر الأشقر
يا حلمي الواقع
وداعاً للعادة السريّة…
على شرفتي:
يصطفّ ما تبقىّ من لغتي
لتعلن الانتحار
أزهارٌ سوداء تكلّل وقتي
شكوكٌ ترسمُ أيامي الآتية…
في الزاوية:
حلمٌ طفولي
صورة ثائر أممي،
كوفيّة تَسترُ عارَ الكلمات،
خريطةٌ بلا معالم.. من النهر إلى البحر
هاتفٌ لا يرنّ إلا في عيد ميلادي…
برلين: 27 أيلول-2003
(من ديوان يصدر قريباً في بيروت بعنوان “وقت ضائع”)