- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

دياكوندا تراوري طلب تدخل فرنسا خوفاً من الانقلابيين

الصحافي المالي ثيانبل غوينبيار

باريس – هارولد هيمان
كشفت الأنباء الآتية من مالي أن كبار ضباط الجيش المالي كانوا يحضرون انقلاباً على الرئيس دياكوندا تراوري (Dioncounda Traoré) قبل أن تهاجم الكتائب الجهادية مدينة «كونة» (Konna). عندما لجأ ترواوري إلى فرنسا وطلب مساعدتها، فهو استطاع وقف المد الجهادي نحو الجنوب، ولكن في الوقت نفسه أنقذ نفسه وحافظ على موقعه.  هذا ما شفع لـ«أخبار بووم» الصحافي «ثيانبل غوينبيارا» (Thiambel Guimbayara) مراسل صحيفة صوت مالي الإلكترونية المستقلة.
هارولد هيمان: هل نستطيع وصف الحرب بأنها حرب أثنية أو أهلية أو ربما حرب دينية؟
ثيانبل غوينبيارا: بالطبع يستعمل عديدون الدين للوصول لأهداف قد تكون سياسية أو نذل. لا يمكن إنكار تعلق الماليين بالإسلام. ولكن وجب السؤال عن أي إسلام نتكلم. فمنذ القرن الثالث عشر كان الإسلام هنا منفتحاً وحنيفاً. أما بالنسبة للإثنيات فإن مالي تعد موزاييك إثني ولكن يجب الاعتراف بأن التوازن يكاد يكون مفقوداً. حتى الآن لا توجد حرب أهلية لأن المجتمع متماسك بسبب العادات والتقاليد.
هـ هـ: إذا كيف تصفون الأحداث اليوم؟
ثـ غـ: في الشمال يستعملون الدين للتغطية على تجارة المخدرات. يوجد زعماء وعرابين للمجموعات المنتشرة في الشمال في الخارج في الدوحة في الجزائر وفي واغادوغو. في الجنوب يوجد نزاع بين تيارين: تيار «الإصلاحيين» المرتبطين بالنظام العسكري السابق (١٩٦٨ – ١٩٩١) ويقودهم «موسى تراوري» الذي قضى ١٠ سنوات في السجن، وهو من أتباع الصوفية ، وتيار الديموقراطيين الذين أزاحوا الانقلابيين في التسعينات، وهو تيار يجمع اليساريين والعلمانيين. إذا الخطر يتهدد مالي من جهتين في الشمال السلفية وفي الجنوب الإنقلابيين.
هـ هـ: ولكن يبدو لنا أنه توجد انقسامات في الشمال كما في الجنوب بين الفريقين.
ثـ غـ: في الشمال استولد تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» (AQMI) تنظيم جديد هو «حركة الجهاد والتوحيد في أفريقيا الغربية» ( MUJAO) وهي مجموعة إجرامية. بالنسبة للطوارق المنتمين إلى «الحركة الوطنية لتحرير بلاد أزواد» (MNLA) فهم يسعون للحصول على الاستقلال، ولكنهم أخطأوا كثيراً. أخطأوا حين هاجموا تلاميذ الضباط في «أغيل هوك» (Aguel-hok ) في ١٧ كانون الثاني من العام الماضي،. ثم ارتكبوا خطأ فادحاً بتحالفهم مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقاد هذا إلى استيلاد مجموعة مهوسة بالدين وتهريب المخدرات وهي «أنصار الدين»، وهي تحت قيادة «إياد أغالي» (Iyad Ag Ghaly).
في الجنوب فإن التيارين الكبيرين منقسمين بدورهما إلى عدة مجموعات متناحرة.
 هـ هـ: الرئيس بالوكالة تراوري يبدو ضعيفاً ولكنه لم يتردد في استدعاء الفرنسيين. هل يمكن القول إن الشرعية تمسك إدارة البلاد؟
ثـ غـ: يستمد تراوري شرعيته من عملية إعادة المسار الدستوري في البلاد بعد الاتقلاب. ولكنه يدرك تماماً أنه رئيس لفترة قصيرة.  والإنقلابيين له بالمرصاد، وفي الساعات الأولى لبدء الهجوم على «كونة» استطاع الإفلات من انقلاب جديد. وهنا قرر طلب النجدة من فرنسا لردع الانقلابيين.