قتل ٢٩ شخصا على الأقل وأصيب أكثر من ٢٣٠ آخرين بجروح في سلسلة هجمات بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، وقعت اليوم في مناطق متفرقة في العراق، على ما أفادت مصادر طبية وأمنية.
ووقعت الهجمات الأعنف في محافظة كركوك، وكبرى مدنها كركوك (٢٤٠ كلم شمالي بغداد) حيث قتل ما لا يقل عن ١٦ شخصاً وأصيب ١٩٠ آخرين في هجومين احدهما انتحاري بسيارة مفخخة.
وقال العميد سرحد قادر من شرطة كركوك “استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة مقراًً للحزب الديمقراطي الكردستاني في وسط كركوك”.
وأضاف أن “الانفجار وقع حوالي التاسعة صباحا، وبعد وقت قصير انفجرت سيارة مفخخة مركونة على مسافة قريبة من موقع الانفجار الأول، مستهدفة مسؤول تنظيمات الحزب الديموقراطي في كركوك محمد كمال”، دون مزيد من التفاصيل.
وأشار العميد الى وقوع عدد من القتلى والجرحى وحدوث أضرار مادية بليغة جراء الانفجارين.
وأكد مدير عام صحة محافظة كركوك صديق عمر رسول “مقتل 16 شخصاً وإصابة ١٩٠ آخرين بجروح في الهجوم”.
وشهدت مدينة كركوك إجراءات أمنية مشددة اثر وقوع الهجوم الذي تزامن مع توتر في العلاقات بين حكومة بغداد وإقليم كردستان، اثر تشكيل قيادة عمليات دجلة لتتولى مسؤوليات أمنية في مناطق متنازع عليها بين الجانبين، الأمر الذي ترفضه بشدة حكومة الإقليم.
وفي الحويجة (٥٠ كلم غربي كركوك)، قال مصدر في الشرطة إن “شرطياً قتل وأصيب آخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في إحدى قرى الحويجة” وأكد الطبيب في مستشفى الحويجة تلقي جثة الشرطة ومعالجة آخر.
وفي هجوم آخر، قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب حوالي ثلاثين آخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقر لـ”حزب الاتحاد الوطني الكردستاني” الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني.
وقال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول “قتل أربعة أشخاص وأصيب ثلاثين آخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقر لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وسط الطوز”.
وأكد الطبيب بهاء البياتي من مستشفى الطوز تلقي جثث أربعة أشخاص ومعالجة ثلاثين آخرين على الأقل أصيبوا في الهجوم ذاته.
كما قتل شخص وأصيب ستة جنود بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية جنوبي مدينة بيجي (٢٠٠ كلم شمالي بغداد)، وفقا لضابط في الشرطة برتبة مقدم ومصدر في مستشفى بيجي. وفي تكريت (١٦٠ كلم شمالي بغداد)، قال مقدم في الشرطة إن “شرطياً قتل جراء انفجار عبوة لاصقة على سيارته الخاصة وسط تكريت”. وأكد مصدر طبي في مستشفى تكريت تلقي جثة الضحية.
وفي بغداد، قتل ستة أشخاص بينهم أربعة من الشرطة وأصيب تسعة آخرون بجروح في هجمات متفرقة، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن “ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم مسلح استهدف فجر اليوم نقطة تفتيش في منطقة الشعب، في شمال بغداد”.
وأضاف أن “مسلحين مجهولين اغتالوا بأسلحة مزودة بكواتم للصوت ضابط شرطة برتبة ملازم أول في ساحة الواثق، في وسط بغداد”.
وأضاف كما “اغتال مسلحون مجهولون امرأتين داخل منزلهم في حي الوشاش، في غرب بغداد”.
وتابع “أصيب خمسة من عناصر الشرطة بينهم ضابط، بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في منطقة الشعب”.
الى ذلك، أصيب أربعة أشخاص بينهم شرطي بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة الكرادة، وسط بغداد، وفقا للمصدر.
وأكدت مصادر طبية في مستشفيات في بغداد، تلقي جثث الضحايا ومعالجة الجرحى.
ووقعت سلسلة الاعتداءات غداة اغتيال النائب عن “القائمة العراقية” عيفان سعدون العيساوي المعروف بتصديه لتنظيم “القاعدة”، في اعتداء ينذر بزيادة حدة الأزمة السياسية بين رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وحلفائه في “القائمة العراقية” التي يهيمن عليها السنة.
واستنكر رئيس الوزراء في بيان استهداف النائب العيفان وطالب جميع الكتل والأحزاب السياسية بـ”نبذ الفتنة ورص الصفوف وتفويت الفرصة على المتربصين ببلادنا السوء”.
وشهدت مدينة الفلوجة، غربي بغداد، اليوم، تشييع النائب العيساوي بمشاركة مئات بينهم مسؤولون محليون وزعماء عشائر ورجال دين.
وبدأت المراسم بإطلاق 21 رصاصة في الهواء إكراما للشهيد الذي غطي جثمانه بالعلم العراقي وشيع وسط إجراءات أمنية مشددة الى مثواه الأخير في مقبرة الجفه التي تقع الى الجنوب الغربي من الفلوجة.
وقال قائد الصحوات في العراق احمد أبو ريشة إن “هذا الأمر لن يوقفنا عن مقاتلة الإرهاب”.